المرأة الأفغانية في خطر...وتهديد جديد للتفوق العسكري الأميركي هل باتت الأسلحة غير التقليدية مصدر تهديد للتفوق العسكري الأميركي؟ وما هي أوجه معاناة المرأة الأفغانية؟ وكيف يمكن حماية التماسك الاجتماعي في كوريا الجنوبية؟ وماذا عن التحديات التي يتعين على رئيس الوزراء الياباني الجديد مواجهتها؟ تساؤلات نجيب عليها ضمن جولة سريعة في الصحافة الدولية. تفوق على المحك تحت عنوان "التفكير خارج المربع"، نشرت "البرافدا" الروسية يوم الثلاثاء الماضي مقالاً لـ"بيل كوستيلو"، رأى خلاله أن الجيش الأميركي في حاجة إلى إعادة اكتشاف نفسه، لكن إذا تمسك هذا الجيش بهيراركيته العتيقة، فإن الأمن الأميركي سيصبح في خطر. ولننظر إلى الصين، حيث تنامت قوتها الاقتصادية بسرعة، ما مكنها من زيادة ميزانيتها العسكرية، وخلال العقد الماضي، ازداد الإنفاق العسكري الصيني بمقدار الضعف. كويستلو، وهو كاتب مقيم في الولايات المتحدة ، أشار إلى تنبؤات منشورة بالعدد الأخير من "فورين بوليسي"، طرحها "روبرت فوجيل" الاقتصادي الحائز على جائزة نوبل، من بينها أن الناتج المحلي الإجمالي للصين سيصل بحلول 2040 إلى 123 تريليون دولار، وفي العام ذاته ستصبح حصة الولايات المتحدة من الناتج الإجمالي العالمي ثلث حصة الصين. وإذا تجاوز الناتج المحلي للصين نظيره الأميركي، فمن المحتمل أن تتجاوز ميزانية الصين العسكرية نظيرتها الأميركية. وحسب "روبرت ويلارد" قائد القيادة الأميركية في المحيط الهادئ، فإن التحديث العسكري في الصين يتم بوتيرة أسرع مما توقعته الاستخبارات الأميركية. التطوير العسكري الصيني طال مجالات تسليح تقليدية وغير تقليدية، وهذه الأخيرة تشمل الهجوم على الشبكات الإلكترونية والعمليات المضادة للأقمار الاصطناعية. وتجدر الإشارة إلى أن قوة الصين التقليدية لا يزال أمامها طريق طويل للحاق بقوة أميركا التقليدية، وربما هذا ما دفع الصين للاستثمار في الوسائل العسكرية غير التقليدية. على سبيل المثال تدمير الأقمار الاصطناعية الأميركية سيجعل الولايات المتحدة أكثر عرضة للهجمات، وضمن هذا الإطار، استعرضت الصين عام 2007 قدرتها على تجريب صاروخ بالستي لتدمير قمر اصطناعي خاص بها. الكاتب لفت الانتباه إلى ما يسميه بـالقوة العسكرية الهجينة، التي تجمع بين أدوات تقليدية وأخرى غير تقليدية، وهذا النوع من القوة ليس غريباً في الصين، وعلى الرغم من إدراك الولايات المتحدة لذلك، فإن استثمارها لا يزال كثيفاً في الأسلحة التقليدية، لكنها غير مستعدة لمجابهة التحديات التي مصدرها أسلحة غير تقليدية، ومن ثم يتعين على الولايات المتحدة، إعادة التفكير في استراتيجياتها القائمة على القدرات التقليدية، فهي بحاجة إلى التركيز على تفوقها في الأسلحة غير التقليدية وفي الوقت نفسه يتعين عليها الحفاظ على تفوقها في الأسلحة غير التقليدية. أخطر مكان للمرأة سلط "سيزار شيلالا" في مقاله المنشور في جابان تايمز" يوم الثلاثاء الماضي، الضوء على المعاناة التي تكابدها المرأة الأفغانية، فتحت عنوان "واحد من أسوأ الأماكن في العالم بالنسبة للنساء"، استنتج شيلالا أنه رغم التقدم النسبي الذي تشهده بعض المناطق، فإن الاهتمام بصحة المرأة في أفغانستان، لا يزال دون المستوى المطلوب، وضمن هذا الإطار، أشار تقرير صدر برعاية وزارة الصحة الأفغانية و"اليونيسيف" والمركز الأميركي للوقاية ومكافحة الأمراض، إلى أن أفغانستان تُعد من أخطر الأماكن في العالم بالنسبة للمرأة الحامل. الكاتب، وهو مستشار دولي في مجال الصحة العامة، لفت الانتباه إلى إحصاءات من أهمها أن كل 27 دقيقة تلقى امرأة أفغانية حتفها جراء مشكلات تتعلق بالحمل، وذلك نتيجة الافتقار إلى التجهيزات الطبية المناسبة، ومن الإحصاءات المثيرة للقلق أيضاً أن معدل وفيات الأطفال في أفغانستان هو الأعلى في العالم، وتعد المناطق الريفية في أفغانستان الأكثر عرضة لمشكلات الرعاية الصحية، فالوصول إلى المستشفيات يستغرق ساعات طويلة، كما تفتقر العيادات الصحية إلى المستلزمات الأساسية كالمياه النظيفة والإضاءة وأدوات الجراحة الأساسية وأجهزة اختبار عينات الدم للتحقق من الإصابة بالإيدز. وفي مجال التعليم يعاني 87 في المئة من الأمية، وتخشى كثير من الفتيات الذهاب إلى المدارس لغياب الأمن، هذا بالإضافة إلى زيادة حوادث العنف ضد السيدات، كما أن عدد النساء اللواتي يحاولن الانتحار في ازدياد، وذلك بسبب سوء ظروفهن المعيشية. "التماسك الاجتماعي" هكذا عنونت "كوريا هيرالد" الكورية الجنوبية افتتاحيتها يوم الأربعاء الماضي، مشيرة إلى أن اللجنة الرئاسية المعنية بالتماسك الاجتماعي، وضعت مشروعاً من عشر نقاط لجعل كوريا الجنوبية أكثر تماسكاً. وفي تقرير تسلمه الرئيس "لي ميونج باك" يوم الثلاثاء الماضي، طالبت اللجنة بتغيير النظام الانتخابي في البلاد، خاصة وأن "الجهوية" تعد أحد أهم المصادر الأساسية للتوتر السياسي في البلاد. كما أن نظام عضو واحد (برلماني) في دائرة انتخابية واحدة يكرس هذه الجهوية ويسمح للأحزاب بتعبئة الناخبين في دائرة بعينها، هذا الملمح الانتخابي يمكن تغييره من خلال توسيع دوائر الانتخابات بحيث تكون ثمة فرصة لأكثر من مرشح لتمثيل الدائرة. التقرير المشار إليه اقترح بعض النقاط الخاصة بالحد من الصراعات داخل المجتمع الكوري والقائمة على أساس الطبقة والأيديولوجيا والجيل والنوع (الجندر). من بين التوصيات توفير التأمين الاجتماعي للفقراء وزيادة الأجور ونظام عمل مرن يوفر للأمهات العمل وفي الوقت نفسه رعاية الأطفال. تحديات أمام "كان" بعبارة "الآن حان الدور على كان"، عنونت "أساهي تشيمبيون" اليابانية افتتاحيتها يوم الثلاثاء الماضي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الياباني الجديد قد ورث مسؤولية سياسية ضخمة، فهو الآن أمام تساؤل مؤداه: هل بمقدوره تلبية توقعات اليابانيين الذين صوتوا لحزبه العام الماضي؟ الجدير بالملاحظة أن "كان" يتسم بالبراجماتية حيث وافق عام 2003 على دمج "حزب اليابان الديمقراطي" مع "الحزب الليبرالي" وذلك في محاولة لإيجاد حزب بديل لـ"الحزب الليبرالي الديمقراطي. وحسب الصحيفة ليس هناك وقت أمام "كان"، فأمامه مهمة عاجلة تتعلق بإصلاح العلاقات اليابانية- الأميركية، التي توترت خلال الآونة الأخيرة جراء السجال الدائر حول نقل القاعدة الأميركية من أوكيناوا، وإلى الآن لم يتطرق "كان" إلى هذه المسألة، لكنه لا يستطيع مواصلة صمته تجاهها، خاصة أن رئيس الوزراء المستقيل "هاتوياما" اتفق مع واشنطن على نقل القاعدة إلى ضاحية "هينوكو" بمنطقة "ناجو"، وهو أمر قوبل بمعارضة شديدة من سكان أوكيناوا، مما يشكل تحدياً سياسياً لإدارة "كان". رئيس الوزراء الجديد سيستضيف في نهاية الشهر الجاري قمة مجموعة "الثماني" وقمة مجموعة العشرين، ومن المتوقع أن تضع الحكومة اليابانية استراتيجية جديدة للنمو، لتكون إطاراً مالياً جديداً وفي الوقت نفسه استراتيجية للإدارة المالية، تتضح من خلالها المبادئ الأساسية للسياسة الاقتصادية والمالية. وثمة مهمة عاجلة أمام "كان" تتمثل في مراجعة سياسة الحزب الانتخابية قبل انتخابات الغرفة العليا من البرلمان. الصحيفة ترى أن قدرة "كان" على التعامل مع هذه التحديات تعتمد على مدى انسجام مساعديه ووزراء حكومته ونجاحهم في العمل كفريق واحد. إعداد: طه حسيب