قد لا يكون هذا المشهد غريباً، إذا وضعنا في الاعتبار عند التدقيق في تفاصيله أن مفرداته تنتمي إلى منطقة ريفية، أو عشوائية على أطراف العاصمة الباكستانية إسلام آباد، حيث لا يوجد مصدر لمياه الشرب سو تلك المضخة البسيطة التي ترفع المياه الجوفية...لكن بعد معرفة أن هذا الصبي والطفلتين اللتيين بجواره يعيشون في مخيم للاجئين الأفغان، فإن المشهد يكتسي بعداً آخر، يجعل من هؤلاء الملتفين حول مضخة المياه ضحايا لتوترات سياسية، جعلتهم بلا مأوى وبلا مقومات أساسية للعيش الكريم. وإذا كانت مضخة المياه تلبي حاجة اللاجئين للمياه، فإن أهم ما يحتاجونه هو العودة إلى ديارهم واستئناف الحياة في أراضيهم، لكن هذا الأمل يبقى معلقاً، أو بالأحرى مرهوناً بالاستقرار على الساحة الأفغانية. الصبي الذي انخرط في شرب الماء والطفلتان لا يعرف أي منهم ساس ويسوس ولا يدركون معنى التوتر السياسي أو الانفلات الأمني، لكن يوماً بعد يوماً سيتولد لديهم حنين للوطن، ورغبة في طي صفحة اللجوء إلى الأبد.