أعتقد أن مقال الكاتب ديفيد برودر: "لحظة أوباما الكارترية" قد وقع في ما يمكن تسميته بفخ المقارنة بين ما لا وجه للمقارنة فيه، وإلا فما العلاقة بين لحظة الصعود الأميركي الراهنة مع أوباما ولحظة التراجع التي عرفتها صورة وسمعة بلاد "العم سام" في أواخر عهد كارتر. لقد وقف هذا الأخير خلال الأزمة التي أشار إليها المقال عاجزاً عن فعل أي شيء لإنقاذ أو مساعدة مواطنيه المحتجزين، في حين أن أوباما استعاد لبلاده الآن الكثير من رصيد شعبيتها في العالم، وخاصة أن تلك الشعبية كانت قد تآكلت بشكل كبير خلال عهد بوش، تماماً كما وقع لها في أواخر أيام كارتر. وأما التسرب النفطي في خليج المكسيك الذي بنى عليه الكاتب مقاله لجهة الدلالة على ما سماه "لحظة أوباما الكارترية" فقد تسببت فيه هو أيضاً شركة نفط عملاقة وليس طبعاً البيت الأبيض. ويبدو أنه بدأ يتقلص، ويقع تحت السيطرة بفعل سرعة مبادرة أوباما وإدارته، بشكل لا يقارن كذلك مع عجز بوش وضعف أداء إدارته أمام كارثة كاترينا الشهيرة. عبدالله خالد - أبوظبي