النفوذ الصيني يقلق كوريا الجنوبية... وروسيا تجاوزت الركود كيف تنظر كوريا الجنوبية إلى علاقاتها التجارية مع الصين؟ وهل تتراجع مجموعة الثماني عن مكافحة الفقر؟ وماذا عن غياب التنسيق داخل الحكومة اليابانية؟ وهل نجحت روسيا في الهروب من الركود؟ تساؤلات نسلط الضوء على إجاباتها ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الدولية. "تجارة حرة" في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، وتحت عنوان "منطقة تجارة حرة مع الصين"، رأت "كوريا هيرالد" أن بكين وسيول ستستفيدان من الناحية الاقتصادية إذا ما انخرطتا في علاقات تجارية ثنائية...لكن المفاوضات التي جرت بينهما حول اتفاق للتجارة الحرة لم تشهد سوى تقدم طفيف، علما بأن الطرفين اتفقا في يونيو 2008 على إخضاع المسألة لدراسة مشتركة تستغرق عاماً كاملاً، غير أن كوريا الجنوبية بدت أقل تحمساً لهذا لاتفاق مقارنة بالصين. سيول لديها أسباب مقنعة تدفعها نحو عدم التصويت بسرعة على الاتفاق المقترح مع الصين، فهي تخشى أن الفلاحين الكوريين الجنوبيين سيخرجون في تظاهرات عنيفة خوفاً من الواردات الزراعية التي ستأتي من الصين، وتلحق الضرر بمنتجاتهم، خاصة وأن المزارعين الكوريين ليس لديهم تمثيل سياسي مناسب مثلهم في ذلك مثل كثير من الدول. وثمة سبب آخر يحول دون الموافقة السريعة على اتفاق للتجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والصين، ألا وهو الخوف من النفوذ الاقتصادي الصيني المتنامي، فسيول لا تريد الدخول أكثر في دائرة نفوذ بكين، لا سيما وأن تجارتها مع الصين أكبر من تجارتها مع الولايات المتحدة واليابان. فحجم التجارة بين كوريا الجنوبية والصين قد وصل العام الماضي إلى 141 مليار دولار، أي قرابة 20.5 في المئة من تجارة كوريا الجنوبية الخارجية. الرئيس الكوري الجنوبي أفصح خلال الآونة الأخيرة، عن قلق بلاده من النفوذ المتنامي للصين في المنطقة، والذي يراه غير جيد بالنسبة لبلاده، فليس جيداً الاعتماد على شريك تجاري واحد كالصين. لكنه عاد وطلب من الجهات المعنية في بلاده النظر في اتفاقية تجارة حرة مع الصين. الصحيفة ترى أن الرئيس الكوري الجنوبي لا ينبغي عليه القلق كثيراً تجاه النفوذ الصيني، فبمقدور بلاده موازنة هذا النفوذ، حتى قبل تصديق الكونجرس الأميركي على اتفاقية التجارة الحرة مع كوريا الجنوبية. فثمة اتفاقية للتجارة الحرة بين كوريا الجنوبية والهند، قد دخلت حيز التنفيذ في يناير الماضي، صحيح أن حجم التجارة بين البلدين أقل من حجم التجارة بين سيول وبكين، لكن الاتفاق بين نيودلهي وسيول سيسرع النمو التجاري بين البلدين. "الثماني" ومواجهة الفقر "هل ستلتزم مجموعة الثماني بما تعهدت به تجاه المساعدات؟"...هكذا عنونت "تورونتو ستار" الكندية افتتاحيتها يوم السبت الماضي، مشيرة إلى أن رئيس الوزراء الكندي سيكون أمام مجموعة من المصالح المتضاربة عندما تستضيف بلاده قمة الثماني في يونيو المقبل. أجندة القمة سيتصدرها التعافي الهش للاقتصاد العالمي من الأزمة المالية، إضافة إلى حظر الانتشار النووي، والوضع في أفغانستان والتغير المناخي. تلك البنود ستزاحم بنداً مهماً يمكن لقادة المجموعة إحراز نجاح فيه، وهو مواجهة الجوع العالمي. خلال العام الجاري ستكون قد مرت عشر سنوات على "إعلان الألفية"، الذي شكّل حملة لمكافحة الفقر والجوع والأوبئة تنتهي في 2015. كندا ودول كبرى أخرى مانحة حرصت على تفعيل ما ورد في الإعلان، ولذلك تعهدت بضخ أموال لتنفيذ بنوده، والنتيجة أن مئات الملايين في أفريقيا ومناطق أخرى من العالم باتوا يحصلون على رعاية صحية أفضل ومياه شرب نظيفة، وعلى رغم ذلك، يبقى الجوع مشكلة قائمة تهدد مليار نسمة. وبينما لم يعد هناك سوى خمس سنوات فقط، على "إعلان الألفية"، فإنه قد يتعرض لمخاطر أهمها أن الركود الذي تعاني منه البلدان المانحة ومن بينها كندا- قد يؤدي إلى تجميد برامج المساعدات. أمين عام الأمم المتحدة، حث الدول الصناعية على تجديد التزامها بما ورد في إعلان الألفية، تمهيداً لمؤتمر أممي سيعقد في الخريف المقبل، لمراجعة ما تم إنجازه من بنود "الإعلان". وهذا العام من المتوقع أن تصل المساعدات التي قدمتها الدول المانحة إلى 120 مليار دولار، أي أقل بمقدار 35 مليار دولار عما التزمت به مجموعة الثماني قبل خمس سنوات. "هاتوياما"وغياب التنسيق في افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي، وتحت عنوان "افتقار إلى القيادة السياسية"، رصدت "أساهي تشمبيون" تطورين على الساحة اليابانية، وقعا خلال الآونة الأخيرة، ويعكسان افتقار رئيس الوزراء الياباني"يوكيو هاتوياما" إلى القيادة. الأمر الأول يتعلق بقرار لا يحظى بدعم شعبي، يقضي بفرض رسوم على الطرق السريعة، ففي يوم الخميس الماضي، أشار "هاتوياما" إلى أن حكومته ستعيد النظر في خطة لفرض رسوم جديدة على الطرق السريعة، لكن بعد ساعات من صدور هذا التصريح، أخبر وزير البنى التحتية الياباني الصحفيين بأنه لا مراجعة للخطة، وأنه يدعم رئيس الوزراء في التمسك بها، وأنه سيتم تطبيقها في يونيو المقبل، وأن عملية المراجعة تعتمد على مشاورات مجلس "الدايت"، وذلك على رغم اجتماع حضره "هاتوياما"ومسؤولون من حزب "اليابان الديمقراطي" تمت الموافقة خلاله على إعادة النظر في الرسوم المقترحة على الطرق السريعة. الأمر الثاني، والذي يعكس غياب التنسيق في التعامل مع المشكلات، يكمن في إعادة تمركز القوات الأميركية في قاعدة "فوتنيما" الجوية بجزيرة أوكيناوا... رئيس الوزراء الياباني يقول إن حكومته تتعامل مع هذه المسألة على قلب رجل واحد... جزيرة توكونوشيما مرشحة من قبل "هاتوياما" لاستضافة القاعدة، بينما يُثار حديث عن محاولة نائب وزير شؤون مجلس الوزراء حشد رفض بعض المسؤولين المحليين لخطة إعادة التمركز في توكونوشيما. من الركود إلى التعافي حالة الاقتصاد الروسي كانت محور أحد تقارير "البرافدا" يوم الخميس الماضي، فتحتت عنوان "روسيا من الركود إلى التعافي"، أشار "تيموثي بانكروفت هينشي"، إلى أن رئيس الوزراء الروسي أعلن الثلاثاء الماضي أن الركود قد انتهى وخطة الرعاية الصحية في طريقها نحو التطبيق. تصريح بوتين يأتي في معرض تقرير الحكومة الروسية السنوي عن أداء الاقتصاد، والذي يتم عرضه على البرلمان. بوتين عبر عن تفاؤله بالمؤشرات الاقتصادية للربع الأول من العام، لافتاً إلى أن حكومته تجنبت انهياراً اقتصادياً، كالذي طال البلاد عام 1998، وأن توقعاته للنمو الاقتصادي هذا العام تصل إلى 4 في المئة. رئيس الوزراء الروسي قال إنه في الوقت الذي خفضت بعض الدول مساعدتها الاجتماعية لمواطنيها وجمدت معاشات التقاعد، فإن روسيا لم تفعل ذلك. وفي الوقت الذي سعت بعض الدول إلى تخفيض النفقات، اختارت روسيا مسارات أخرى أكثر إنسانية، علماً بأن الميزانية الروسية عام 2009 ارتفعت بنسبة 27.3 في المئة مقارنة بعام 2008.