أتفق مع د. عمار علي حسن في بعض ما ذكره في مقاله: "المقاومة بالفكر أولا" وذلك لأن الكثير من قضايانا العربية يمكن خدمته بقوة الفكر والكلمة وحدهما. والسبب في ذلك أن مشكلة هذه القضايا الأولى تكمن في عدم تقديمها للعالم على حقيقتها، وتبصير الرأي العام الدولي بأبعادها وخلفياتها، وشرعيتها التي لا غبار عليها. بل إن بعض القضايا العربية تضررت كثيراً من استخدام بعض المدافعين عنها للعنف، أو العنف اللفظي في سبيل إيجاد تسويات لها. وليس أضر للقضية العادلة عموماً من أن يسلك من يناضل في سبيلها طريق العنف وخطاب القوة. فالخطأ لا يعالج بالخطأ، بل يعالج بتفكيك منطقه وعقده، وتسليط الأضواء على كافة زواياه وأبعاده. وكمثال فقط من قضايانا العادلة، المشار إليها، فقد ألحقت ممارسات بعض الأفراد والفصائل المتشددة، الكثير من الضرر بنضال التحرر الوطني الفلسطيني. وهذا ما سمح للمحتلين الصهاينة بتقديم أنفسهم في موقع الضحية الذي يتعرض للعنف، لكي يستفيدوا من تعاطف قطاعات من الرأي العام الغربي، بدل أن تقف تلك القطاعات مع الجانب الفلسطيني، الذي هو في الواقع المتعرض للعدوان والاحتلال. والحاصل من كل هذا أن مهمة الفكر والكلمة كوسيلتين للنضال السلمي المشروع تبقى سابقة على كل ما عداهما من وسائل. بدر الدبعي - صنعاء