بعد قراءة مقالة د. عبدالله خليفة الشايجي: "سيناريوهات الحرب القادمة!" توصلت إلى قناعة بأن تلك التصورات التي يروج لها الإسرائيليون الآن عن احتمال نشوب حرب إقليمية جديدة، إنما هي نوع من أحلام اليقظة، لأن الوضع السياسي الإسرائيلي والدولي قد تغير كثيراً. فلا بوش موجود الآن في البيت الأبيض حتى يمنح أي عدوان إسرائيلي مظلة حماية سياسية دولية، ولا إسرائيل نفسها باتت بتلك الدرجة من القوة الداخلية التي تسمح لها بالعدوان دون أن ينهار الائتلاف الفاشل الحاكم فيها. بل إن العكس هو الصحيح، فإذا اعتدت إسرائيل الآن على أي من دول المنطقة، فإن أوباما لن يوفر لها أية مظلة حماية، وخاصة أنه مستاء من تمنع نتنياهو على عملية السلام، ومن مساعيه المتواصلة لإفشال جهود واشنطن الجادة لإنهاء الصراع في الشرق الأوسط. وبالنتيجة فإن هدف تسريب تلك السيناريوهات عن حرب مقبلة لا يعدو كونه أحد أمرين: فإما أن الغرض منه ممارسة نوع من الحرب النفسية على خصوم إسرائيل. وإما أن يكون نوعاً من الاستسلام للتفكير السياسي الرغائبي، والإمعان في الأماني لا غير. ولا حاجة للتذكير بأن ذلك النوع من التفكير يكون عادة عنواناً للإفلاس، تماماً مثلما أن الأماني هي بضائع السخفاء، كما يقال في الأمثال السارية. أيمن شريف - القاهرة