رسائل من صواريخ "سكود"...وبريطانيا تستنسخ المناظرات الأميركية تحليلات عدة لاتهام سوريا بتزويد "حزب الله" بصواريخ "سكود"، وأصداء قمة الأمن النووي في واشنطن، وفرصة أوباما للضغط على الصين كي تغير سياستها النقدية، وأسلوب المناظرات المتلفزة ينتقل إلى بريطانيا...موضوعات نعرض لها ضمن إطلالة أسبوعية على الصحافة الأميركية. "سكود لحزب الله" بهذه العبارة عنونت "لوس أنجلوس تايمز" افتتاحيتها يوم أمس، مشيرة إلى اتهامات وجهها مسؤولون إسرائيليون لسوريا، مفادها أن الأخيرة تزود "حزب الله" بصواريخ متوسطة المدى من طراز سكود، وهو ما قد يجعل هذه الميليشيا اللبنانية أول جيش غير نظامي يحوز هذا النوع من السلاح، ومن ثم يصبح قادراً من الناحية النظرية على استهداف جميع المناطق الإسرائيلية. الصحيفة تقول إن الإسرائيليين لم يؤكدوا استلام "حزب الله" لتلك الصواريخ، وسوريا رفضت التهمة...تل أبيب ودمشق يحذران بعضهما البعض من أن كل واحدة منهما مستعدة لمحاربة الأخرى، ما يؤجج المخاوف، ويثير القلق تجاه احتمال اندلاع صراع عسكري جديد في المنطقة. هذا يحمس "الجمهوريين" في الولايات المتحدة على دعوة أوباما لتأجيل، إرسال السفير الأميركي إلى دمشق، بعد غياب دبلوماسي استمر خمس سنوات. لكن واشنطن لا ترسل سفراءها إلى الدول كمكافأة لها على سلوكها، بل انطلاقاً من كون تلك الخطوة تعد أداة لنزع فتيل الأزمات، والتي يأتي من بينها التصعيد الإسرائيلي- السوري. الصحيفة تقول إن سوريا منذ عقود، وهي تُسلح "حزب الله"، لكن صواريخ "سكود"ستحدث تقدماً واضحاً في ترسانة الحزب، وفي الوقت نفسه ستضعف الدولة اللبنانية، وستؤثر عسكرياً كما نفسياً على إسرائيل... وأثناء حرب 2006 بين إسرائيل و"حزب الله"، استخدم الأخير صواريخ يصل مداها إلى 60 ميلاً، لكن "سكود" يصل مداها سبعة أضعاف صواريخ الحزب المستخدمة في حرب 2006. من الصعب إدراك استراتيجية دمشق من تزويد "حزب الله" بـ"سكود"، فروسيا والولايات المتحدة اكتشفتا أن (التسليح الجيد لجماعة متمردة طريقة للهروب من سيطرة الأطراف التي ترعاها). البعض يعتقد أن دمشق و"حزب الله" يعتقدان أن إسرائيل، تخطط لتكرار حرب 2006 ضد الحزب، ووفق هذه النظرية تكون صواريخ "سكود" مجرد سلاح رادع. والبعض يرى أن دمشق أُحبطت من غياب التقدم في المحادثات مع الإسرائيليين حول مرتفعات الجولان، لذا هي تعاود الضغط مرة أخرى. ثمة تحليل آخر تطرقت إليه الصحيفة، وهو أن المسألة من تدبير طهران، وذلك كجزء من استجابة، إقليمية محتملة لأي هجوم إسرائيلي على منشآت إيران النووية. وغالبا ما سترد إسرائيل على هذا الخطر بغارة جوية، كتلك التي شنتها عام 2007 ضد موقع نووي سوري مزعوم. النزاعات هي السبب تحت عنوان "القمة النووية لا تستطيع تجاهل أصل النزاعات"، نشرت "كريستيان ساينس مونيتور" يوم الاثنين الماضي افتتاحية، استنتجت خلالها أن مؤتمر الأمن النووي، خطوة صغيرة تجاه حظر شامل للانتشار النووي، لكن هذا يجب ألا يشتت انتباه أوباما بعيداً عن دور أميركا الأساسي في حل الصراعات التي تخلق رغبة لدى بعض الدول في حيازة السلاح النووي. صحيح أن تخليص العالم من الأسلحة النووية، واحد من الأهداف الأساسية لأوباما، لكن هذا الهدف نبيل وصعب في آن معاً، ويجب تحقيقه عبر خطوات بسيطة. هذا يفسر، لماذا ركزت القمة النووية التي حضرها 47 رئيس دولة على خطوة سهلة نسبياً هي تأمين المواد النووية من السرقة أو الوقوع في أيدي الإرهابيين أو الدول المارقة. بيد أن جهود أوباما، لجعل العالم خالياً من السلاح النووي، ستتلاشى ما لم تتعامل مع الدوافع التي تتذرع بها الدول لحيازة السلاح النووي، فبعض الدول تخشى عدواً حقيقياً كما في حالة باكستان والهند، أو تخشى تعرضها لعدوان من الآخرين، أو تريد المكانة الدولية. كما هو حال فرنسا، وتشير الصحيفة إلى كوريا الشمالية كبلد قد يجد الطريق سهلاً لجني الأموال من خلال تصدير التكنولوجيا النووية. وبيونج يانج متهمة بمساعدة سوريا في بناء مفاعل نووي، لكن الولايات المتحدة، لم تعاقب كوريا الشمالية حتى الآن. على صعيد آخر ينبغي على أوباما فعل المزيد من أجل حل النزاع التاريخي الهندي -الباكستاني، كما أن مسؤولين في إدارة أوباما، يؤمنون بان الولايات المتحدة قد تقبل بإيران كقوة قادرة على حيازة السلاح النووي، في الشرق الأوسط، وهذا في حد ذاته يتناقض بشدة مع الجهود الناجحة لرؤساء أميركيين سابقين، أقنعوا ليبيا بالتخلي عن برنامجها النووي. ضبط التسلح يبدأ بضبط الصراعات، ومنذ الحرب العالمية الأولى، والولايات المتحدة، تتولى قيادة العالم في السيطرة على النزاعات ومنعها وإنهائها. "أوباما وهو": بهذه العبارة، خصصت "نيويورك تايمز" افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، قائلة: “أوباما اتخذ قراراً في الاتجاه الصحيح" كونه لم يدخل إلى الآن في صراع علني مع الصين حول تعويمها لعملتها. إدارة أوباما أجلت تقريراً كان من المفترض، طرحه على الكونجرس يتعلق بسياسة الصين النقدية، كما أن البيت الأبيض أطلق تصريحاً، عقب اللقاء الذي جمع الرئيس الصيني بنظيره الأميركي في واشنطن، على هامش القمة النووية، مفاده أن أوباما ضغط على "هو" مطالباً إياه بالتحرك نحو أسعار صرف أكثر اقتراباً من اقتصاد السوق. تقييم العملة الصينية بأقل من قيمتها يعد مشكلة حقيقية للاقتصاد الأميركي والاقتصاد العالمي، لكن مواصلة واشنطن بمفردها الضغط على بكين في هذه المسألة، قد يسفر عن نتائج عكسية، والأمل في أن يتم إغراء الصين بتغيير سياستها النقدية، وذلك من خلال ضغط متواصل من عدة دول، ففي هذه الحال، سيكون من الصعب على بكين الاختباء خلف مزاعم السيادة أو تنمر القوى الكبرى عليها...هذا يعني أن على أوباما حشد الآخرين من أجل موقف مشترك تجاه الصين، والفرصة الأفضل لهكذا خطوة قد تأتي أثناء قمة مجموعة العشرين المزمع عقدها في يونيو المقبل بمدينة تورونتو الكندية. مناظرة على الطريقة الأميركية تحت عنوان "لأول مرة يصغي البريطانيون لسجالات المرشحين"، خصص "أنتوني فايولا" تقريره المنشور يوم أمس بـ"الواشنطن بوست"، لرصد أصداء المناظرة التليفزيونية في مدينة مانشيستر، والتي استمرت 90 دقيقة وجمعت الخميس الماضي قيادات أكبر ثلاثة أحزاب في بريطانيا: جوردون براون عن حزب "العمال" وديفيد كاميرون عن حزب "المحافظين" و"نيكولاس كليج" عن حزب "الأحرار الديمقراطيين". اللافت أن استطلاعين للرأي أُجريا على المشاهدين البريطانيين استنتجا فوز "كليج" بنسبة كبيرة، مما يزيد من احتمال أن تسفر المناظرة الثلاثية عن توليد شعور بكسب التأييد لدى مرشح "الأحرار الديمقراطيين" يشبه ما كان لدى السياسي الأميركي "روس بيرو" الذي خاض عام 1992 السباق الرئاسي مع كل من بيل كلينتون وبوش الأب. ما تمخضت عنه المناظرة، يثبت إلى أي مدى يمكن نقل النمط الأميركي في المناظرات المتلفزة بين السياسة إلى بريطانيا. لكن من غير الواضح ما إذا كان تأييد "كليج" في استطلاعات الرأي، ستتم ترجمته في الانتخابات، بيد أن نتائج الاستطلاعات تشي بأنه لا "العمال" ولا "المحافظين" سيمكنان من كسب أغلبية كاسحة في استحقاق 6 مايو المقبل.