في مقاله الأخير، "أين نحن من التسامح؟"، اتهم حازم صاغية مجتمعاتنا العربية والإسلامية بالافتقار إلى التسامح وثقافة الاعتراف بالآخر والعيش المشترك... قائلا إننا نعيش في ما قبل التسامح، ليس فقط بسبب قلة المعروض من هذه البضاعة، وإنما لانعدام الطلب عليها أيضاً إذ يمكن لهذه المجتمعات العيش في غياب التسامح! لكن بحكم قطعي من ذلك النوع، يظلم الكاتب مجتمعات بكاملها، هي من قدم فكرة التسامح للعالم، وقام بناؤها الثقافي والعقدي على مبدأ التسامح، ومارسته تاريخياً في إدارة كثير من اختلافاتها وخلافاتها الداخلية، كما أرسته منهجاً في التعاطي مع خصومها سلماً وحرباً. وبقي على الكاتب أن يذكر لنا تحديداً ما هو مطلوبه من شعوب تعرضت لصنوف من الظلم لم تذق لها مثيلا شعوب أخرى على وجه الأرض... بدءاً من الحروب الصليبية، مروراً بالاستعمار الأوروبي، وسايكس -بيكو، ووعد بلفور، وتأسيس دولة إسرائيل في فلسطين، وصولا إلى ما تتعرض له الشخصية الثقافية والوطنية لهذه المجتمعات من عنف مادي ومعنوي متواصل..! إبراهيم حسن -أبوظبي