أجواء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية المرتقبة طغت على المشهد السوداني، فملصقات الدعاية الانتخابية تملأ الحوائط والجدران، وباتت الأبنية جزءاً من الدعاية الانتخابية لهذا المرشح أو ذاك. لكن يبدو أن بائع الشاي في العاصمة السودانية لا يكترث بما يرد في الحملات الانتخابية من دعاية سياسية، ما يهمه لا يتجاوز كثافة الزبائن، وإقبالهم على احتساء الشاي. لكن جلسته هذه لا تشي بوجود زبائن، بل هو ينتظرهم... بائع الشاي شاب صنع فرصة عمل لنفسه، فلا هو انتظر وظيفة مكتبية، ولا استسلم للبطالة، ورغم حالة الركود المؤقتة التي يمر بها، فإنه لا شك أفضل من كثيرين لم يبادروا بالسعي، أو تأخروا عن الانخراط في معترك الحياه. ربما يسفر انخراط السودانيين في الحملات الانتخابية عن رواج سلعة هذا الشاب، وربما تحرك هذه الأجواء الشارع السوداني، وتدفعه نحو المشاركة السياسية الإيجابية في الانتخابات المقبلة، التي قد تسفر عن نتائج ترضي السودانيين وتنعش أحلامهم المتعلقة بالاستقرار والتنمية.