إعادة بناء العلاقات مع واشنطن... و"ليفني" في مأزق دعوة لإصلاح ما فسد من علاقات بين إسرائيل والولايات المتحدة، وموافقة الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي على مناقشة حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران، وانتقادات لغموض الساسة الإسرائيليين... موضوعات نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة موجزة في الصحافة الإسرائيلية. "إعادة بناء العلاقات" تحت هذا العنوان نشرت "جيروزاليم بوست" يوم الخميس الماضي افتتاحية ودعت فيها حكومة رئيس الوزراء الإسرائيلي إلى إعادة بناء علاقات جيدة مع الإدارة الأميركية، وذلك على خلفية التشنج الذي طال العلاقات بينهما بعد إعلان إسرائيل عن بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة أثناء زيارة نائب الرئيس الأميركي إلى إسرائيل، وهو ما اعتبرته إدارة أوباما، التي تسعى جاهدة إلى إعادة إطلاق عملية السلام بين الإسرائيليين والفلسطينيين،"إهانة" لها. وفي هذا الإطار، قالت الصحيفة إن الأوان قد حان لكي يقيم نتنياهو حصيلة الضرر الذي لحق بالعلاقات مع الولايات المتحدة وينكب على الجهود الدبلوماسية من أجل إصلاح ما فسد من علاقات مع إدارة أوباما وتحويل الضغط الأميركي من إسرائيل إلى الضفة الغربية "حيث الحاجة إليه أكبر". الصحيفة زعمت أن الإسرائيليين يعيشون في عالم معاد لإسرائيل على نحو صريح، مشيرة في هذا السياق إلى تقرير "جولدستون" كمثال على "التحامل الدولي" ضد إسرائيل لأنه يندد بها ويتهمها بارتكاب جرائم حرب، ومشددة على أن الولايات المتحدة هي حليف إسرائيل الوحيد الذي يمكنها أن تعتمد عليه أمام هذا "العداء والحقد". لتذهب إلى أنه من الضرورة بمكان ألا تسمح إسرائيل لنفسها بأن يُنظر إليها كعقبة أمام السلام، وأن تمكِّن الإدارةَ الأميركية الحالية من أن تكتشف لوحدها طبيعة "الرفض الفلسطيني"، كخطوة أولى نحو وقفه. وفي ختام افتتاحيتها اعتبرت الصحيفة أن التحول الفلسطيني نحو "الاعتراف بالدولة اليهودية" هو "العنصر الأساسي لأي جهود سلام قابلة للحياة"، مضيفة أنه كلما أسرعت الولايات المتحدة باستعمال قدرتها الفريدة على حشد الضغط الضروري على الفلسطينيين والعالم العربي بصفة عامة، كلما كان أحسن. إيران والمجتمع الدولي "تحول دبلوماسي"، بهذا وصفت افتتاحية"هآرتس"، يوم الجمعة الماضي، إعلان وزيرة الخارجية الأميركية يوم الأربعاء أن الأعضاء الخمسة الدائمين في مجلس الأمن الدولي، بمن فيهم الصين، وافقوا على مناقشة حزمة جديدة من العقوبات ضد إيران. ورغم أن المتحدث باسم الخارجية الصينية أوضح الموقف الصيني يوم الخميس بقوله إن بكين تعارض امتلاك إيران لأسلحة نووية ولكنها لم تعط موافقتها على أي عقوبات جديدة، إلا أن الصحيفة اعتبرت أن "إنجاز يوم الأربعاء" مهم لأنه يضع كلا من روسيا والصين بين البلدان التي تعتبر امتلاك طهران لسلاح نووي تهديدا للعالم وترغب في التعاون حول إيجاد حل ما، مضيفة أن أشهراً من المفاوضات والضغوط التي تقودها واشنطن أفضت إلى جبهة دولية أكثر وحدة رغم أنه لا يوجد إجماع كامل بعد حول كيفية مواجهة إيران. كما رأت الصحيفة أن الاتفاق الذي توصل إليه أعضاء مجلس الأمن الدولي يفترض أن يمنح إدارة أوباما الدعم الذي تحتاجه لفرض مزيد من العقوبات على إيران، ويُقنع عدداً من البلدان الأوروبية بالانضمام إلى هذه الجهود، ولو جزئياً. الصحيفة ترى في الوقت نفسه أن إيران، وعلى الرغم من النبرة القوية التي تستعملها ضد الغرب، لم تتخل عن مبدأ المفاوضات، مضيفة أنه من الممكن أن يؤدي انضمام الصين وروسيا إلى مجموعة الدول التي تهدد طهران بالعقوبات إلى إقناع الأخيرة بجدوى المفاوضات. ثم ختمت بالقول إن إسرائيل، التي تزعمت حملة التوعية الدولية حول "التهديد النووي الإيراني"، ينبغي أن تكون مسرورة بالتحول الحالي، حتى وإن كانت نتائجه دون ما كانت تتمناه، لافتة في الوقت نفسه إلى أن دعوة إسرائيل إلى تعاون عالمي ضد إيران يتطلب منها أن تتصرف هي أيضا كجزء من المجتمع الدولي بخصوص سياساتها تجاه الفلسطينيين وعملية السلام. أقنعة إسرائيلية تحت عنوان "التطلعات الفلسطينية واضحة، ولكن ما الذي تريده إسرائيل؟" كتب المحلل السياسي الإسرائيلي "جدعون ليفي" مقالا في "هآرتس"الأحد الماضي، اتهم فيه الزعماء الإسرائيليين على اختلاف ألوانهم السياسية بالتزام موقف غامض إزاء قضايا مصيرية وأساسية مثل عملية السلام مع الفلسطينيين والحدود وغيرها، معتبرا أن الغموض وعدم وضوح الرؤية والهدف وفقدان البوصلة هو السمة المهيمنة اليوم على مواقف إسرائيل. وفي هذا الإطار قال ليفي: "إذا كان العرب يكشفون دائما عن تطلعاتهم... فإن الإسرائيليين يرتدون الأقنعة. وإذا كانت أهداف الأطراف المتناحرة في النزاعات الدولية معروفة للجميع، والكل يعرف ما يريده الفلسطينيون في الشرق الأوسط... ، فلا أحد يعرف ما الذي يريده الإسرائيليون". وأشار ليفي إلى أنه قبل أيام طرح صحفيون سؤالا حول تجميد الاستيطان في القدس على بعض الوزراء، ولكنهم جميعهم تقريبا رفضوا تقديم جواب، وهو ما وصفه بالفضيحة على اعتبار أن أي وزير غير مستعد لإعلان موقفه من موضوع من المواضيع هو مقصر في واجباته، وأنه عندما يمتنع رئيس وزراء عن القيام بذلك، فإن الأمر يصبح أنكى وأدهى بعشر مرات. فهل رئيس الوزراء الإسرائيلي مستعد للانسحاب من مرتفعات الجولان مقابل السلام مع سوريا؟ وأي أجزاء من الضفة الغربية، إن وجدت، هو مستعد لإخلائها؟ وماذا يريد وزير الدفاع؟ وما هي أهداف سياسته؟ هذه الأسئلة وغيرها كثير تظل بدون إجابة حسب ليفي، الذي يعتبر أن مكانة إسرائيل في العالم باتت في الحضيض بسبب الغموض وفقدان البوصلة، من بين أمور أخرى. "مأزق ليفني" المعلق السياسي إيتان هابر كتب في عدد أمس من صحيفة "يديعوت أحرنوت" حول ما سماه "مأزق" زعيمة حزب الليكود المعارض تسيبي ليفني، مأزق يتمثل في الاختيار بين أمرين أحلاهما مر، ذلك أن مكانة إسرائيل في العالم آخذة في التدهور تدريجيا، كما يقول هابر، وعملية "تجريدها من الشرعية" باتت واضحة للعيان، وهو "وضع خطير" يستدعي برأيه توحيد الصفوف وتمتين الجبهة الداخلية من أجل مواجهة التحديات الجمة التي تواجه إسرائيل عبر انضمام زعيمة المعارضة الإسرائيلية إلى الحكومة. وفي هذا الإطار يقول هابر: "في حال تصرفت ليفني على النحو الذي تصرف عليه مناحيم بيجن، ويوسف سابير، وموشي دايان عشية حرب الأيام الستة، فإنها يمكن أن تحقق المجد. وتصبح المرأة التي أنقذت الدولة من وضعنا الصعب". غير أنه حين بحث الموضوع من زاوية شخصية وسياسية وحزبية، يضيف "هابر"، يتبين أن من شأن خطوة مماثلة من جانبها أن تشكل وصفة أكيدة للانتحار السياسي. ثم ختم عموده بالتساؤل: إن ليفني ممزقة هذه الأيام بين إمكانيتين تناقض إحداهما الأخرى تماما، فما الذي ستقرره؟ إعداد: محمد وقيف