لليوم الرابع على التوالي يجد سكان المدينة القديمة بشرق القدس أنفسهم مضطرين للانتظار ساعات طويلة قبل الحصول على احتياجاتهم التموينية، بسبب إغلاق تجار البلدة القديمة محلاتهم لعدة ساعات كل يوم احتجاجاً على الإجراءات التعسفية الإسرائيلية في القدس الشرقية، التي لم تكتفِ بالتعدي على منازل المقدسيين ومصادرة بعضها فحسب، وإنما زادت على ذلك أيضاً بحصار خانق يفرضه جيش الاحتلال الإسرائيلي على مداخل المدينة المقدسة، إضافة إلى ما يشبه الإغلاق الكامل الأوسع لمنافذ الضفة الغربية بشكل عام. وفي هذه الأثناء ما زال التجاذب محتدماً بين تل أبيب وواشنطن بشأن ملف توسيع الاستيطان في القدس الشرقية بألف وستمائة وحدة سكنية، وهو الملف الذي فجر الإعلان عنه، في اتجاهه وتوقيته، أزمة سياسية غير مسبوقة في علاقات أميركا وإسرائيل. وفي انتظار تكشف نتائج عملية ليّ الأذرع وصراع الإرادات الراهنة بين أوباما ونتنياهو، لا يجد المقدسيون بداً من تجرع يوميات مريرة يظللها الحصار المزدوج، والانتظار المتدثر بمخاوف المستقبل وضغوط الحياة وتكاليفها الباهظة الكئيبة.