أكاد أتفق مع الدكتور وحيد عبد المجيد في الخلاصة الضمنية لمقاله الأخير حول "خيارات ما بعد قمة سرت"، من أنه لا تكاد توجد أمام العرب اليوم خيارات تذكر، فحتى شعار "السلام كخيار استراتيجي وحيد" هو ذاته يكشف انعدام الخيارات أو بالأحرى انعدامها كليا أمام صانع القرار العربي. فلا الحرب أصبحت خياراً قابلا لمجرد المناقشة، ولا استخدام السلاح الاقتصادي للضغط على داعمي وممولي إسرائيل هو أيضاً محل مناقشة، ولا حتى سحب السفراء من إسرائيل تقبل الدول المعنية طرحه خارج أطر السيادة الوطنية لديها. ومن ذلك ينتهي الكاتب إلى أنه يبقى خيار وحيد هو الضغط من خلال المنظمات الحقوقية وأجهزة القضاء الأجنبي لمحاصرة إسرائيل وعزلها وشل حركة مسؤوليها الذين بدأ بعضهم يهرب من العواصم الأوروبية أو يتجنب زيارتها خوفاً من مذكرات الاعتقال القضائي. لكن عدا عن أن هذا الأسلوب لم يكن وسيلة للتحرر في كل خبرات مكافحة الاستعمار المعروفة عبر التاريخ، فإنه لن يكون مقنعاً للآخرين أن نحاول محاصرة إسرائيل لديهم قبل أن نحاصرها ونعزلها عندنا أولا! إبراهيم حسن -الكويت