لاشك أن د. محمد العسومي قد وضع النقاط على الحروف في مقاله: "كارتيل خليجي لمواجهة الحمائية"، وذلك لأن الدول الغربية الغنية ما فتئت تمارس أشكالاً خفية، أو حتى غير خفية، من الحمائية التجارية لمنتجاتها، وبطرق متنافية مع قواعد منظمة التجارة العالمية، فحيناً نسمع عن وضع "إتاوات" كربون تجارية أوروبية على صادرات المحروقات بزعم كونها تلحق ضرراً بالبيئة، وحيناً آخر نرى الأبواب تسد عمداً في وجه منتجاتنا بزعم التحوط من الإغراق التجاري، وحيناً ثالثاً نرى عياناً بياناً رفضاً فجاً لدخول منتجات من العالم الثالث للأسواق الغربية بحجة عدم استيفائها المعايير القياسية في الجودة، إلى آخر ما هنالك من مكائد التجارة وحيل السوق. وفي مواجهة واقع كهذا لابد لدولنا العربية، والخليجية خاصة، أن توحد مواقفها التجارية وأن تتحول صناعاتها إلى "كارتيلات" وائتلافات تجارية، لكي تتمكن من مواجهة حمائية الغرب وجشعه التجاري المكشوف. جمعة الزهراني - جدة