لأنها في قلوب أبناء الإمارات كلّهم بعطائها الذي لا ينضب، وروحها الوطنيّة الوثّابة، ودورها التنموي الرائد، الذي كان وما زال علامة بارزة في مسيرة الرّقي والتقدّم على الساحة الإماراتية، تلقى سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة، رئيسة الاتحاد النسائي العام، تقديراً بلا حدود من أبناء الوطن ومؤسساته وهيئاته المختلفة، وفاءً لما قدمته وما تقدّمه سموها من أجل الإمارات والمرأة الإماراتيّة، حيث تمثل سموها نموذجاً للإرادة التي تتحدّى الصِّعاب، ومدرسة لتعليم الأجيال الحالية والقادمة معنى الولاء والوطنيّة والعطاء والثقة بالنفس. في هذا السياق جاء مهرجان "في حب أمّ الإمارات" بتنظيم من "جامعة أبوظبي"، ومشاركة عدد من الهيئات والمؤسسات الأخرى، وذلك بالتزامن مع احتفال العالم بعيد الأمّ، وذلك لتأكيد أن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك هي أم للإماراتيين كلّهم الذين يقدّرون دورها، ويسعون إلى تسليط الضوء عليه وتقديم التكريم اللازم لهذا الدور المجتمعي الرائد حتى يظلّ سجلاً شاهداً على ما قدّمته سموها من أجل الارتقاء بوضع المرأة، وتعزيز دورها في مختلف مجالات العمل والإنتاج والعطاء في دولتنا إلى أن وصلت إلى ما وصلت إليه من تمكين في القطاعات التنمويّة كافة. ولعلّ من حسن الطالع أن يأتي هذا المهرجان بعد فترة قصيرة من منح مؤسسة "سلطان بن علي العويس الثقافية" "جائزة الإنجاز الثقافي والعلمي" في دورتها الأخيرة، لسمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، وهذا يؤكّد تقديراً بالغاً وتكريماً عميقاً لسموها من أبناء هذه الأرض المعطاء جميعهم، وهو تكريم ربما تكون له رمزيّته الاستثنائيّة التي تفوق في دلالاتها الجوائز ومظاهر التكريم التي حصلت عليها سموها على الساحتين الإقليمية والدولية، ومن منظّمات دولية على رأسها الأمم المتحدة. وقد كان تبرّع سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك بقيمة جائزة مؤسسة "سلطان بن علي العويس الثقافية" لمصلحة "شبكة المرأة العربية في بلاد المهجر"، التي كانت قد أعلنت إنشاءها في المؤتمر الأول لـ"منظّمة المرأة العربية" في مملكة البحرين في نوفمبر 2006، تأكيداً للاهتمام الذي توليه سموها لقضيّة المرأة ليس داخل الإمارات أو العالم العربي فقط، وإنما على المستوى الدوليّ أيضاً، وذلك من منطلق الإيمان بأنه في غياب دور المرأة تظل أيّ خطط أو رؤى تنموية عربية ناقصة ومشوّهة وغير قادرة على تحقيق أهدافها، وأن العنصر البشري هو أهم عناصر التقدّم والترقّي على المستوى العربي، ولذلك من الضروري استثماره على أكمل وجه، وعدم السماح بتهميش جانب منه أو تجاهله تحت أي مبرّر أو ذريعة. إن سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك ليست رمزاً للعطاء والإرادة على المستوى الإماراتي فقط، وإنما هي كذلك على المستويين العربي والعالمي أيضاً، وهذا يعكسه دور سموها الرياديّ في النهوض بوضع المرأة العربيّة، وسعيها الدائم إلى تحسين ظروف المرأة وتمكينها من العمل والمشاركة والحصول على حقوقها في مناطق مختلفة من العالم، ولذلك ينظر إليها على المستوى الدولي على أنها علامة مميّزة في مجال العمل من أجل المرأة ضمن احترام التقاليد والإرثين الحضاري والثقافي لمجتمعها، وهذا ما يميّز تجربة تمكين المرأة الإماراتية ويفسّر ريادتها.