أعتقد أن الكاتب جيفري كمب قد أحسن التعبير في عنوان مقاله: "حرب الكلمات بين أوباما وإسرائيل" حين اختار بالتحديد كلمة "حرب الكلمات" لوصف حالة الاحتقان الحالية بين تل أبيب وواشنطن، وذلك لأن علاقة الطرفين بدرجة من التعقيد يصعب معها أن يؤثر الوضع الراهن على مستقبل التحالف بينهما. والأرجح أن يكون التوتر الراهن على خلفية رفض نتنياهو الاستجابة لمطالب واشنطن مجرد سحابة صيف ستنقشع، وستعود علاقات الطرفين لسابق عهدها أكثر فأكثر كلما اقتربنا مع الزمن من موعد إجراء انتخابات التجديد النصفي في الكونجرس الأميركي، لأن الحزب "الديمقراطي" الحاكم، وزعيمه أوباما، سيعملان على تجنب أي استياء في صفوف اللوبي الإسرائيلي القوي في واشنطن، وذلك حتى لا يخسر مرشحو الحزب في الاستحقاق الانتخابي. ومن هذه اليد التي توجع عادة الساسة الأميركيين يتخيل أنصار إسرائيل أن في مقدورهم الضغط على البيت الأبيض، وهو تخيل لا ينطلق من فراغ، بطبيعة الحال. محمد عبدالحميد - عمان