سياسة تغيير الحقائق في إسرائيل... وتنفير الاستثمارات في كوريا الشمالية! تداعيات إعلان إسرائيل بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة على آفاق إحياء عملية السلام، واحتجاجات أنصار المعارضة في تايلاند، ومحاولات كوريا الشمالية جذب استثمارات خارجية... موضوعات من بين أخرى استأثرت باهتمام الصحافة الدولية. "سلام" الشرق الأوسط "شكلَ الشرقُ الأوسط وما يزال يشكل مقبرةً للطموحات الدبلوماسية لكثير من الرؤساء الأميركيين... إلا أنه قلما تعرض رئيس أميركي لإهانة واضحة مثل تلك التي تعرض لها أوباما عندما أعلنت إسرائيل، خلال زيارة بايدن، اعتزامها توسيع مستوطنات في الضفة الغربية". بهذا استهلت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية افتتاحية عددها لأمس الخميس التي خصصتها للتعليق على تداعيات الإعلان الإسرائيلي بشأن بناء وحدات استيطانية جديدة في القدس المحتلة، خطوة قالت الصحيفة إنها يمكن أن تتسبب في أزمة بين إسرائيل والولايات المتحدة وتضر بموقف تل أبيب في محادثات السلام المتعثرة، بل ويمكن أن تضعف حكومة نتنياهو نفسه. وقد أثار الإعلان الإسرائيلي حفيظة الإدارة الأميركية التي لم تخفِ استياءها، حيث قال بايدن إن الإعلان يقوض عملية السلام وينسف كل زخم خلقه قرار الجامعة العربية الداعم لاستئناف مفاوضات السلام، وعبر عن مشاعره بشكل أوضح عندما جاء متأخراً بساعتين عن مأدبة عشاء مع نتنياهو. كما أجرت هيلاري كلينتون مكالمة هاتفية "صريحة" دامت 45 دقيقة، حسب متحدث باسم الخارجية الأميركية، قبل أن تصف الخطوة الإسرائيلية لاحقاً بأنها "مهينة" للولايات المتحدة. من جهته زعم نتنياهو أنه لم يكن على علم بأنه سيتم الإعلان عن بناء الوحدات الاستيطانية خلال زيارة بايدن، وهذا تعليل رفضته الولايات المتحدة، وهي في ذلك محقة، تقول الصحيفة، لأن نتنياهو، بوصفه رئيساً للوزراء، مسؤول عما تفعله حكومته. ومن بين التفسيرات الممكنة، حسب الصحيفة، واقع ضعف نتنياهو داخلياً، إذ يجادل أنصارُه بأنه هو "المعتدل" داخل ائتلافه الحكومي، وبأنه لا يقدر على صد الأحزاب اليمينية التي تريد توسيع المستوطنات ولا ترغب في مفاوضات السلام مع الفلسطينيين. هذا بينما يذهب تفسير آخر إلى أن الولايات المتحدة هي المكبَّلة سياسياً، نظراً لتشتت تركيز إدارة أوباما بسبب النقاشات الداخلية ووقوفها في موقف دفاعي مع اقتراب موعد الانتخابات النصفية. وختمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن على القيادة الإسرائيلية أن تدرك أن "تغيير الحقائق على الأرض" لن يخلق "حقائق" في أذهان الناس، وأن إهانة أهم حليف لها لا يعزز أمنها. احتجاجات تايلاند صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية علقت ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس على الأزمة السياسية التي تعصف بتايلاند في ظل استمرار الاحتجاجات التي بدأها قبل حوالي أسبوع أصحاب "القمصان الحمراء"، في إشارة إلى أنصار المعارضة وتاكسين شيناواترا. الصحيفة تأسفت للأزمة التي تمر بها جارتها تايلاند، ولاسيما أنه منذ أن تم خلع تاكسين في انقلاب قبل أربع سنوات، والانتخابات التي جرت في أجواء مشحونة بعد ثلاثة أشهر على ذلك، تسبب صراع أصحاب القمصان الصفراء والحمراء في شل حركة البلاد في ما لا يقل عن أربع مرات، في الوقت الذي يجدر فيه بتايلاند، تقول الصحيفة، التركيز على الاندماج الاقتصادي الإقليمي والتحديات التي تواجه منطقة جنوب شرق آسيا. ولئن كانت الاحتجاجات تتم في أجواء سلمية حتى الآن، فإنها حذرت من إمكانية انفلات الأمور وخروجها عن السيطرة في وقت بدأ يدب فيه التعب في الأوصال والصبر ينفد. من جهة أخرى، ترى الصحيفة أنه على رغم مقاومة رئيس الوزراء أبهيسيت فيجاجيفا لإجراء انتخابات مبكرة، إلا أنه لا مفر من اللجوء إلى صناديق الاقتراع من أجل إعادة البلاد إلى سكتها الصحيحة، وذلك لأن الانتخابات الشرعية هي الوسيلة الوحيدة للحصول على حكومة قانونية. ثم دعت في ختام افتتاحيتها التايلانديين إلى تركيز طاقتهم وجهودهم لإيجاد حل سياسي، معتبرة أنه إذا كان الأمر يتعلق هنا بمسألة داخلية، فإنه يمكن الاستفادة من المساعي الحسنة لأصدقاء تايلاند وجيرانها مثل إندونيسيا لضمان شرعية الانتخابات ونزاهتها. "نفاق حول اليوان" تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية عددها لأول أمس الأربعاء التي خصصتها للرد على رسالة وجهها 130 عضواً في الكونجرس الأميركي إلى وزارتي الخزينة والتجارة يوم الاثنين الماضي يطالبون فيها إدارة أوباما بتبني موقف حازم ومتشدد تجاه الصين على خلفية ما يعتبرونه تلاعباً من قبل السلطات الصينية بقيمة عملتها الوطنية اليوان، حيث يعتبرون أن انخفاض قيمة اليوان أمام الدولار يمنح الشركات الصينية امتيازاً واضحاً ويزيد من تنافسية السلع الصينية. وفي رد فعلها على هذه "الادعاءات"، قالت الصحيفة إن بعض الساسة الأميركيين، إن لم يكونوا جميعهم، يجنحون إلى استغلال الاتهامات حول العملة الصينية في محاولة للفوز بدعم الناخبين القلقين بشأن ارتفاع معدلات البطالة، معتبرة أن الأمر يتعلق هنا بـ"عادة قديمة" حيث يعمد المشرعون الأميركيون إلى تعليق مسؤولية مشاكلهم الاقتصادية الداخلية على بلد خارجي في أوقات الأزمات، مشددة على أن ذلك إنما يعكس حالة "القصور السياسي الخطير عندما تكون القوة ضرورية لمواجهة التحديات الحقيقية في الأوقات الصعبة". وذهبت إلى أن "مبالغة" المشرعين الأميركيين بشأن تأثير السياسة النقدية التي تتبناها الصين على الاقتصاد الأميركي ستحجب عن الشعب الأميركي الأسباب الحقيقية للأزمة الحالية، ما سيؤخر بالتالي اعتماد إصلاحات ذات معنى. جهود بلا طائل ضمن افتتاحية عددها لأمس الخميس، علقت صحيفة "ذا هيرالد" الكورية الجنوبية على ما اعتبرته جهوداً حثيثة تقوم بها السلطات الكورية الشمالية لجذب المستثمرين الأجانب إلى البلاد، وبخاصة "ريسون"، وهي منطقة حرة أنشئت في 1991 ولكنها لم تنجح على رغم الجهود الدورية لإعادة إحيائها. واليوم وبعد مرور عقدين تقريباً على إنشائها، قامت السلطات بمراجعة القانون المتعلق بهذه المنطقة الحرة في محاولة لجذب المستمرين من كوريا الجنوبية والصين واليابان، بشكل خاص. غير أن الصحيفة اعتبرت أن مآل هذه الجهود الحكومية الجديدة هو الفشل على الأرجح، وذلك بسبب عدم استقرار النظام السياسي وسجل الحكومة الضعيف بخصوص إدارة "مركب جايسونج الصناعي"، وهو مشروع مشترك بين الكوريتين. وفي ختام افتتاحيتها، شددت الصحيفة على ضرورة أن تتخلى بيونج يانج عن أسلحتها النووية إن هي كانت جادة بشأن جذب الاستثمارات الأجنبية، موضحة أن العقوبات الأممية المفروضة حالياً على كوريا الشمالية ستجعل الحصول على رؤوس الأموال الأجنبية أمراً في غاية الصعوبة إن لم تؤد إلى طردها وتنفيرها، مضيفة أن "كوريا الشمالية تعرف ما يتعين عليها أن تقوم به، لأن خيارها الوحيد هو العودة إلى المحادثات السداسية والتخلي عن أسلحتها النووية". إعداد: محمد وقيف