تساءل الدكتور وحيد عبد المجيد في مقاله الأخير: "هل توحد تركيا المشرق العربي؟"، ليتوقف عند مسارات التحرك الإقليمي للسياسة الخارجية التركية في ظل حكومة "حزب العدالة والتنمية" الحالية، وجهودها الرمية إلى إعادة ربط الصلة بين تركيا وعمقها الإسلامي، وفي مقدمته الجوار العربي. وقد بين الكاتب أن السياسة التركية الجديدة تقوم على دوائر أهمها حالياً دائرة المشرق العربي والعراق... ثم دائرة أخرى تضم دول مجلس التعاون الخليجي ومصر. لكني لا أعتقد أنه يمكن للمحاولات التركية أن تصيب نجاحاً يذكر، ليس لسبب ذاتي يتعلق بتركيا ذاتها، وإنما بسبب واقع الخلافات العربية العربية، وأهمها في هذا الخصوص خلاف العراق وسوريا، وهما دعامتان رئيسيتان في المشروع التركي المقترح، والذي يضم إلى جانبهما كلا من إيران وتركيا ذاتها. ويأمل مهندس السياسة الخارجية التركية الجديدة أحمد داوود أوغلو أن تنضم إلى المشروع الإقليمي المذكور، كل من الأردن ولبنان في فترة قادمة، لاسيما وأنهما أبرما، كل على حدة، حزمة من الاتفاقيات الاقتصادية والحدودية مع تركيا في الآونة الأخيرة. ورغم ذلك تبقى خطة توحيد المشرق العربي على يدي تركيا، خطة بعيدة المنال وعسيرة التحقق، وما ذلك إلا أحد أوجه التشرذم العربي الذي وصل حداً آلم قلوب الغير قبل أصحاب الشأن! إسماعيل محمد- أبوظبي