لعل خلفية المشهد تصلح، في حد ذاتها، كإعلان مجاني عن طبيعة المحاصيل ووفرتها في هذه المزرعة الواقعة بضواحي مدينة شنغهاي. فعلى منكب البحيرة الهادئة ينتسج غطاء كثيف من المساحات الخضراء البكر، على نحو قد يغطي، ولو مؤقتاً، على ما يقال عادة عن حجم التلوث البيئي في بلاد التنين الأصفر. وعلى متن عربة الحصاد الزرقاء تنهال أكياس الفجل الطازج الممتلئة، بشكل يدعو للتفاؤل. أما وجه الفلاح المجتهد فتبدو عليه علامات الرضا عن الحصاد الوفير، وربما أيضاً الحيرة والأسئلة بشأن المفاجآت التي قد تنتظر في السوق، فإما أسعار عالية تثير اللعاب، وإما كساد وأسعار برخص التراب. وعلى ذكر الكساد، فمثلما يحلم الفلاح، على مستوى اقتصاده الفردي والعائلي الخاص، بأن تطلق عائدات بيع الفجل بداية موسم زراعي مجزٍ بما يسمح بتعويض تداعيات كساد العام الماضي الذي عانى فيه القطاع الفلاحي الصيني كثيراً تأثراً بأجواء الأزمة العالمية، مثله تحلم الصين أيضاً الآن على مستوى الاقتصاد القومي الكلي بالاستفادة من إمكانات قطاعات الاقتصاد الحقيقي كالزراعة والصناعة وغيرهما باعتبارها رافعة لحالة تعافٍ ونهوض كاملة تحيل الأزمة وتداعياتها إلى خانة الذكريات.