كانت إمارة أبوظبي خلال الفترة من التاسع إلى الحادي عشر من شهر مارس الجاري على موعد مع حدث إعلامي عالمي كبير هو "قمة أبوظبي للإعلام 2010" التي التأمت فعالياتها تحت رعاية كريمة من الفريق أول سمو الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، ولي عهد أبوظبي، نائب القائد الأعلى للقوات المسلّحة، وبمشاركة واسعة من خبراء وصنّاع الإعلام في العالم. إن حضور نحو 400 من كبار مسؤولي الشركات والمؤسسات العاملة في مجال صناعة الإعلام والترفيه على المستوى العالمي للقمة، يؤكد أن أبوظبي قد أصبحت قبلة إعلامية مهمة ليس في منطقة الخليج أو الشرق الأوسط فقط، وإنما في العالم كله، وأن هذه القمة قد وضعتها ورسخت من موقعها على خريطة الإعلام العالمي. وهذا لم يأتِ من فراغ وإنما من اقتناع من قبل صنّاع الإعلام في العالم بمدى التطور الذي لحق بالإعلام في إمارة أبوظبي بشكل خاص ودولة الإمارات العربية المتحدة بشكل عام، سواء من حيث حجم الاستثمارات والبنية التحتية والتقنية أو الأطر التشريعية والمؤسسية، ما يفسر انتقال مكاتب كبرى وسائل الإعلام العالمية إليها. ولاشك في أن اهتمام أبوظبي بالإعلام ودعمه وتطويره إنما يعكس رؤية شاملة وعميقة للدور التنموي للإعلام ولحقيقة أن "الإعلام والاتصال من أهم العناصر الاستراتيجية في إنشاء المدن الاقتصادية"، كما قال الرئيس التنفيذي للاستراتيجيات في "الهيئة العامة للاستثمار" في المملكة العربية السعودية في تصريحات على هامش القمة نقلتها صحيفة "الاتحاد"، كما يعكس وعياً بأهمية صناعة الإعلام باعتبارها من الصناعات المهمة في إطار الاقتصاد العالمي. لقد أكد العديد من المشاركين في القمة من المسؤولين في وسائل إعلام ومؤسسات إعلامية عالمية، أن إمارة أبوظبي هي المكان الأمثل لاستضافة مثل هذا الحدث الإعلامي العالمي، وأن الإمارة من خلال هذه القمة قد وضعت منطقة الخليج العربي كلها على خريطة الإعلام العالمي، وهذا، بلاشك، يعكس ريادة الإمارات في محيطها الإقليمي على المستويات كافة، الاقتصادية والإعلامية والثقافية وغيرها. لقد أحدثت الثورة الإعلامية الهائلة التي شهدها العالم خلال السنوات الأخيرة، تغيّرات ضخمة على المستويات الاجتماعية والثقافية والاقتصادية، طالت المجتمعات كلها دون استثناء لأنها حوّلت الكرة الأرضية إلى ما يشبه القرية الواحدة التي تتفاعل أجزاؤها وتتبادل التأثير دون حواجز أو قيود. وعلى الرغم من أن هذه التغيّرات قد انطوت على جوانب إيجابية وأسهمت في تكريس قيم الانفتاح والمشاركة والتفاعل بين الثقافات والحضارات، فإنها أفرزت، في الوقت نفسه، العديد من السلبيات والمخاطر التي تحتاج إلى معالجات وفق رؤية عالمية، ومن هذا المنطلق اكتسبت "قمة أبوظبي للإعلام 2010"، أهميّتها، لأنها مثلت مناسبة للحوار والتلاقي بين خبراء وصنّاع وممارسي الإعلام في المنطقة والعالم، من أجل التوصل إلى أفضل الأطر للتعامل مع الواقع الإعلامي الحالي بما يعظم من إيجابياته ويقلّل من سلبياته، والاستشراف العلمي والواعي للمستقبل في ظل القفزات الكبيرة والمتسارعة التي يشهدها الإعلام بفروعه كلها وأنواعه، وهذا يؤكد مرة أخرى أن أبوظبي منطلق لمبادرات عالمية مهمة في مجالات ذات اتصال مباشر بمستقبل العالم وتنميته وتقدّمه.