التصريحات التي أدلت بها سمو الشيخة فاطمة بنت مبارك، الرئيس الأعلى لمؤسسة التنمية الأسريّة، رئيسة الاتحاد النسائي العام، بمناسبة اليوم العالميّ للمرأة، الذي صادف الثامن من مارس الجاري، تعكس بوضوح الاهتمام الذي توليه الدولة وقيادتنا الرشيدة لتفعيل دور المرأة في المجتمع، فقد أكّدت سموها "أن ما حظيت به النّساء في الدولة من رعاية وعناية من نصير المرأة، المغفور له بإذن الله، الشيخ زايد بن سلطان آل نهيان طيّب الله ثراه، وما تجده حالياً من دعم وتشجيع من صاحب السمو الشيخ خليفة بن زايد آل نهيان، رئيس الدولة حفظه الله، مكّناها من تحقيق مكتسبات كثيرة جعلتها متميّزة في بذلها وعطائها، ومؤثّرة في محيطها المحلي والإقليمي والدّولي". لقد أصبحت المرأة شريكاً رئيسياً في حركة تطوّر المجتمع وتنميته، وباتت موجودة وبفاعليّة في مختلف المجالات، وفقاً للفكر التنموي التنويري والرشيد للقيادة الإماراتية، الذي يؤمن بضرورة تدعيم مشاركتها في العملية التنمويّة على المستويات كافة، ووضعها في المناصب ومجالات العمل التي تستحقها، بعد أن أثبتت من خلال التجربة أنها قادرة على القيادة والاضطلاع بمسؤولياتها في المؤسسات التي توجد فيها بكفاءة كبيرة تدفع بها إلى مقدّمة الصفوف في مواقع العمل الوطني كلّها. إن تنمية دور المرأة وتفعيله في المجتمع الإماراتي من الجوانب الرئيسيّة في مرحلة "التمكين"، التي أعلنها صاحب السمو رئيس الدولة حفظه الله، وأهم ملامحها تعظيم مشاركة فئات المجتمع الإماراتي كلّها في عملية التنمية. وبفضل هذه الرؤية سبقت المرأة الإماراتية كثيراً من نساء المنطقة والعالم، من حيث تحقيقها العديد من المكاسب، مثل إقرار التشريعات التي تكفل حقوقها الدستوريّة، وفي مقدّمتها حق العمل والضمان الاجتماعي والتملّك وإدارة الأعمال، والتمتع بخدمات التعليم والرعاية الصحية، والمساواة في الأجر والعمل مع الرجل. كما أصبح لها وجودها المؤثر في الحياة السياسيّة، فقد ارتفعت نسبة تمثيلها في التشكيل الوزاري الأخير من مقعدين إلى أربعة مقاعد وزاريّة، وهي من أعلى نسب التمثيل الوزاري على المستوى العربي، كما تشغل الآن ما نسبته 22.5 في المئة من مقاعد "المجلس الوطنيّ الاتحاديّ"، وهذا يعكس بوضوح أحقيّتها وجدارتها في العمل السياسي العام. هذه الإنجازات تشير بوضوح إلى أن وضع المرأة في تطوّر مستمر نحو الأفضل، لأن هناك إيماناً بدورها من جانب قيادتنا الرشيدة، وحرصاً على تفعيل هذا الدور، وتهيئة المناخ الملائم لها للانطلاق إلى آفاق أرحب وأوسع في مختلف المجالات، كما أن هناك دعماً متواصلاً لها من جانب سمو الشيخة فاطمة "أم الإمارات"، التي لا تألو جهداً في العمل من أجل الارتقاء بأوضاع المرأة، وتمكينها في مختلف المجالات، سواء من خلال المبادرات والحملات التي تتبنّاها، أو من خلال ترؤسها كثيراً من المؤسسات المعنيّة بعمل المرأة، التي استطاعت أن تضع الاستراتيجيات والسياسات التي تمكّن المرأة وتفعّل من دورها في الحياة العامة. ولأن سمو الشيخة فاطمة تؤمن بأن تقدّم ورقي أي أمة لن يتحققا إلا بمشاركة المرأة إلى جانب الرجل، فقد صارت رمزاً للدفاع عن قضايا المرأة والتعبير عن حقوقها، ليس في الداخل وحسب، بل في الخارج أيضاً، ولذا لم يكن غريباً أن تدعو بمناسبة الاحتفال بيوم المرأة العالمي إلى القضاء على جميع أشكال العنف والتمييز ضدّ المرأة في دول العالم جميعها، وتوسيع نطاق الحماية لها، وصون كرامتها الإنسانيّة. ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية