سأكتفي ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال د. حسن حنفي: "تركيا بين العثمانية والقطرية" بالتأكيد على حقيقة أن العالم العربي الإسلامي هو الفضاء الطبيعي لتركيا، من وجهتي النظر الجغرافية والتاريخية. وحين تعود الآن للعب دورها وتعزيز علاقاتها في هذا الفضاء فإنما تعمل في الواقع على تصحيح بعض الاختلالات في القناعات والتوجهات التي وقعت فيها حكومات وتيارات تركية سابقة. وليس معنى العودة إلى الحضن الشرقي العربي الإسلامي بالضرورة نهاية حلم أنقرة الأوروبي، حيث يمكنها المواءمة بين دوريها الشرقي والغربي معاً. ولكن طالما أن الأوروبيين ما زالوا يفتعلون الأسباب والأعذار للحيلولة دون انضمام تركيا إلى الاتحاد الأوروبي فعليها التعويض عن ذلك بتقوية علاقاتها وشراكاتها مع دول الفضاءين العربي والإسلامي. ومن يدري، فقد يكون ذلك عاملاً مساعداً لتقريب انفتاح الباب الأوروبي أمامها، بعدما يكتشف الغرب أهميتها الاستثنائية كقنطرة تربط بين العالمين الشرقي والغربي. متوكل بوزيان - أبوظبي