ضمن هذا التعقيب الموجز على مقال الكاتب والتر رودجرز: "القطب الشمالي... ثلوج تذوب وصراع يتشكل" أود تسجيل حقيقة مرة، حتى لو كنا لا نسمع عنها كثيراً في وسائل الإعلام، وأعني غياب العرب عن استكشاف القارتين القطبيتين الجنوبية والشمالية، حيث نرى دول العالم المختلفة ترسل سفن الأبحاث وفرق الاستكشاف إلى القطبين وتقيم هنالك محطات دائمة أو مؤقتة، في حين لا نسمع أن الجامعات والمراكز العلمية في الدول العربية تولي اهتماماً لهذا الموضوع. وإذا عرفنا أن القارتين القطبيتين توجد فيهما موارد كثيرة، وربما تؤثر التحولات المناخية فيهما على بقية العالم، فإن الغياب العربي عن استكشافهما يبدو اليوم غير مبرر. ولعل في التاريخ درساً مشابهاً يمكن التذكير به أيضاً. فحين تم اكتشاف القارة الأميركية سنة 1492 تسابقت الدول الأوروبية لاستكشافها في حين لم يولِ العرب والمسلمون موضوعها أية أهمية، وكانت النتيجة أننا لم نستفد من اكتشاف هائل بذلك الحجم الذي غير وجه العالم. وذات الشيء يصدق على بقية الكشوف الكبيرة في المحيطات مثل اكتشاف أستراليا، وجزر المحيطين الهادئ والهندي. ولذا يخشى ألا ننال قطعة من كعكة القارتين القطبيتين اللتين يتنافس العالم على استكشافهما الآن. أيمن شريف - القاهرة