قرأت مقال كاراسي ماكدونالد، "زلزال هايتي... المأساة والفرصة"، والذي أوضحت فيه أن الكارثة التي ألمت بهايتي جراء الزلزال الذي ضربها مؤخراً يجب أن تكون درساً مهماً للمجتمع الدولي فيما يخص التعاطي مع أزمات هايتي المزمنة، والتي زادها الزلزال الأخير سوءاً. وترى الكاتبة، وعن حق، أن ذلك التعاطي ظل عقيماً وعديم الفائدة على الدوام، بسبب طابعه الموسمي المؤقت، ولكونه لم يستند إلى استراتيجيات وخطط مستديمة، لذلك بقي الاضطراب والفشل والفقر وعدم الاستقرار... سمة مميزة لتاريخ هايتي منذ عقود طويلة. لكن ما لفت نظري في المقال هو أن الكاتبة ترشح الولايات المتحدة، كدولة جارة وأكبر طرف مانح... لتولي قيادة عمليات الإنقاذ والإعمار في هايتي! والحقيقة أنها وجهة نظر يمكن أن تثير الكثير من الاعتراض، إذ ثمة من يعتبرون أن عوامل التأزم في هايتي يعود أغلبها إلى التدخلات الأميركية، وليس آخرها الإطاحة بالرئيس المنتخب آريستيد عبر انقلاب عسكري لم تذق بعده هايتي طعم الاستقرار السياسي أو النمو الاقتصادي! إبراهيم خضر -الأردن