فرصة للديمقراطية في العراق...والطاقة النووية أداة لإنعاش الاقتصاد الأميركي دعوة للتفاؤل بالانتخابات العراقية التي ستجري يوم غد، وسجال حول دعوة أوباما لإخلاء العالم من السلاح النووي، ودراسة تطالب برفع ضرائب الوقود لتقليل إدمان الولايات المتحدة على النفط، وبناء المفاعلات النووية سينعش الاقتصاد الأميركي...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. انتخابات مفصلية في افتتاحيتها ليوم أمس، سلطت "يوإس إيه توداى"، الضوء على الانتخابات العراقية المزمع إجراؤها يوم غد الأحد، مشيرة إلى أن هذه الانتخابات، يُنظر إليها كخطوة أخيرة ضمن سلسلة خطوات تروم إلى لملمة جراح العراق، وتوفير فرصة لشعبه، كي يكون قادراً على حل كثير من خلافاته بالطرق السلمية...كل التيارات ستشارك في الانتخابات، مما يحيد العنف، ويمهد لطريق لخروج أميركي ناجح من بلاد الرافدين، وتضع نهاية لمشروع بلغ عمره سبع سنوات. الصحيفة تقول يمكن للقصة أن تنتهي هكذا، لكن العراقيين لم يحسموا – حتى الآن- أياً من القضايا المعلقة، فلا يوجد قانون لتوزيع الثروة النفطية على مكونات العراق الشيعية والسُنية والكردية، ولا يوجد اتفاق على طريقة حل النزاعات المحتمل تفجرها بين العرب والأكراد شبه المستقلين، كما أن قرارات لجنة الانتخابات التي أقصت بعض المرشحين عن خوض هذا الاستحقاق المهم، أدت إلى توتير الأجواء العراقية، كونها منعت قيادات سُنية من الترشح، وأقصت عناصر كانت قد اختارت التعاون مع أميركا بدلاً من التعاون مع "القاعدة". وحسب الصحيفة، فإن حرمان 150 سياسيا من خوض انتخابات الأحد، ليس هو الطريق الأمثل للتواصل مع فئة سبق لها مقاطعة الانتخابات (في عام 2005). ما يبعث على القلق أيضاً، تنامي النفوذ الإيراني بين شيعة العراق، خاصة في ظل تراجع النفوذ الأميركي... وعلى الرغم من ذلك من الخطأ الادعاء بأن ثمة كارثة قيد التشكل في العراق، حيث سبق لهذا البلد، ولأكثر من مرة تخييب التخمينات ودحض التوقعات- متشائمة كانت أو متفائلة...ويمكن النظر لما يجري في العراق على أنه أشبه بنصف الكوب الممتلئ. فعلى الرغم من إقصاء بعض القيادات السُنية من الانتخابات، فإن السُنة لم يقاطعوا الانتخابات، ويوجد الآن 6000 مرشح يتصرفون كساسة في كل مكان ويروجون فيه لأنفسهم أمام جماهير باتت مهتمة أكثر فأكثر بالأمن والفرص الاقتصادية وليس الاقتتال الطائفي، كما أن علي السيستاني- المرجع الشيعي الأعلى في العراق- سعى لإخماد التوترات الطائفية، بقوله إن على الناخبين الاهتمام بالمساواة في الحصول على الخدمات الحكومية. ورغم تصاعد العنف المرتبط بالانتخابات، فإن العراق يظل هادئا نسبياً... الديمقراطية العراقية في طريقها للبزوغ، والآمال المعلقة عليها كبيرة، والفشل فيها سيكون أكثر دموية من المتوقع، هذا هو مكمن الأهمية في الانتخابات العراقية. عالم خالٍ من "النووي" خصص "روبرت دوجارك" مقاله المنشور، في "كريستيان ساينس مونيتور" يوم الخميس الماضي، للتعليق على اقتراح أوباما الخاص بجعل العالم خالياً من السلاح النووي. الكاتب، وهو مدير معهد الدراسات الآسيوية المعاصرة، بجامعة "تمبل" باليابان، استنتج أن خطة أوباما تعني عزم الولايات المتحدة التركيز على الأسلحة غير النوية، التي تضمن لها تفوقاً عسكرياً، وفي الوقت نفسه تتجنب "أرماجيدون نووية". وفي الوقت الذي يزداد فيه التوتر الناجم عن البرامج النووية لكل من إيران وكوريا الشمالية، يواصل أوباما طرح مقترحه الطموح الرامي إلى جعل العالم خالياً من السلاح النووي.. البعض يعتبر فكرة الرئيس الأميركي – في أفضل الاحتمالات- دليلاً جديداً على أن أوباما لديه أفكار مثالية تجعله كما لو كان يعيش ببرج عاجي، وهذا ما جعل لجنة جائزة نوبل للسلام تثني على أوباما. والبعض الآخر ينظر إلى مقترحه، في أسوأ الاحتمالات- كاستسلام وتخل عن أداة هي الأقوى في يد الولايات المتحدة. الكاتب يرى أن كلا الفريقين يسيئان فهم النتائج التي قد تتمخض عن عالم خالٍ من السلاح النووي. الاعتبارات السياسية والتقنية ترجح اتجاه الولايات المتحدة نحو التخلي عن القنابل النووية، وتعزيز قوتها العسكرية التقليدية. الولايات المتحدة- لحسن الحظ- تعمل الآن على تطوير أسلحة غير نووية لديها القدرة الفائقة على تحديد أهدافها، وتدميرها، وعملية التطوير هذه تتم بسرعة واضحة. القدرة على إخضاع أعداء الولايات المتحدة باستخدام أنظمة تسليحية غير نووية، سيكون أكثر جاذبية من اللجوء إلى السلاح النووي، خاصة أن أعداء واشنطن يشكون في أن الولايات المتحدة ستدفع مرة أخرى الثمن السياسي الناجم عن الضربة النووية الأولى. الهدف الذي ينشده أوباما ليس سهلاً، لكن السعي من أجل تحقيقه يعد هدفاً منطقياً للولايات المتحدة، وحتى إذا فشلت المفاوضات الخاصة به، فإنه سيشجع أميركا على تطوير بدائل تسليحية غير نووية، ستعزز قدرة واشنطن على الردع العسكري. علاج إدمان النفط في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان "رفع ضرائب على الوقود ربما تكون الوسيلة الوحيدة لتقليل اعتماد الأميركيين على النفط"، قالت "واشنطن بوست": (قبل أربعة أعوام أعلن جورج بوش الأب أن أميركا أدمنت على النفط، وهذه تبعية تلوث الهواء وتترك الاقتصاد منكشفاً أمام سلعة وحيدة تثري أنظمة خارجية كريهة). ومع ذلك، فإن المقترحات المتعلقة بالتغير المناخي في واشنطن، كالمعروف في مجلس النواب الأميركي بـ"قانون واكسمان- ماركي"، لن يكون جيداً-كما يتوقع الكثيرون- كوسيلة من خلالها يتم الحد من استهلاك النفط في المستقبل القريب. لكن ما الذي يمكن عمله لتقليل اعتماد الولايات المتحدة على النفط؟ "معهد بلفر للعلوم والشؤون الدولية"، التابع لجامعة "هارفارد"، أصدر يوم الخميس الماضي تقريراً، طرح فيه على الكونجرس خياراً مفاده زيادة الضرائب على الوقود. الصحيفة تقول: بشكل عام تُعد زيادة السعر على منتجات الكربون من أفضل الوسائل للحد من الانبعاثات، لكن يصعب تفعيل تلك الوسيلة في المستقبل القريب، ذلك لأن هذه الزيادة لن تغير من سلوك السائقين بطريقة تحد من الانبعاثات أو تضع اللائمة على استيراد النفط. مؤلفو تقرير معهد "بلفر"، وجدوا أن تسعير طن ثاني أكسيد الكربون بـ60 دولارا في عام 2030 بدلا من 30 دولارا للطن في العام الحالي، سيؤدي إلى زيادة سعر جالون البنزين- خلال الفترة المذكورة- بمقدار 24 أو 26 سنتاً فقط. الصحيفة تطرقت إلى انتقادات لهذا المقترح منها أنه بدلاً من ضرائب الوقود، يمكن للحكومة تقديم إعفاءات ضريبية لمن يشترون منتجات أقل استهلاكاً للوقود، كالسيارات الهجين مثلاً. قفزة البداية في افتتاحيتها ليوم أمس، وتحت عنوان "قفزة البداية في الطاقة النووية"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز" مقالاً لـ"باتريك مور"، الرئيس المساعد لـ"تحالف الطاقة النظيفة"، توصل خلاله إلى قناعة مفادها أن تعهد الرئيس الأميركي بتوفير قروض فيدرالية من أجل بناء مفاعلين للطاقة النووية في ولاية جورجيا، خطوة مهمة على طريق الطاقة النظيفة، وفي الوقت نفسه ستعزز الاقتصاد. الكاتب وصف قرار أوباما بقفزة البداية لصناعة الطاقة النووية الأميركية في وقت بدأ الأميركيون يتفهمون الدور المحوري لهذا النوع من الطاقة، سواء في الحد من التغير المناخي، أو توفير الطاقة، والأهم من ذلك، أنه على المدى القريب، بات واضحاً أن الإدارة الأميركية تضع الطاقة النووية ضمن محور اهتمامها كوسيلة لإنعاش الاقتصاد. إعداد: طه حسيب