فرصةٌ للتحدث حول أفغانستان... ودروسٌ لمُصنعي السيارات برنامج إيران النووي، والهجوم الانتحاري الذي استهدف العاصمة الأفغانية يوم الجمعة الماضي، ودعوة لمساعدة تشيلي على مواجهة آثار الزلزال، وأزمة شركة تويوتا... موضوعات أربعة نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة في الصحافة الدولية. "حان وقت اتخاذ القرار بالنسبة لإيران": تحت هذا العنوان اعتبرت صحيفة "جابان تايمز" اليابانية ضمن افتتاحية عددها ليوم أمس الخميس، أن برنامج إيران النووي مايزال يلفه الكثير من الغموض، وخاصة في ظل اضطرار إيران أكثر من مرة للاعتراف بإخفائها أجزاء من ذلك البرنامج، وترددها في منح الوكالة الدولية للطاقة الذرية الإشعار اللازم بشأن بناء منشآت جديدة. وفي محاولة لإزالة كل لبس أو غموض وقطع الشك باليقين، كما تقول الصحيفة، اقترح المجتمع الدولي على إيران تخصيب اليورانيوم في الخارج، وهو ما وافقت عليه طهران في البداية، قبل أن تتراجع وترفضه في وقت لاحق. لتذهب الصحيفة إلى أن إيران تسعى، على ما يبدو، إلى الممطالة وكسب الوقت لتطوير قدرتها على تخصيب اليورانيوم إلى مستوى كاف لاستعماله في قنبلة نووية، وصقل المهارات الهندسية اللازمة لوضع مثل هذه القنبلة على صاروخ. كما تعتقد الصحيفة أن إيران تراهن على انقسام المجتمع الدولي بشأن فكرة فرض عقوبات جديدة عليها. وأخيراً اعتبرت الصحيفة أن الصفقة المقترحة على طهران "صفقة جيدة"، وذلك بالنظر إلى أنه على العالم أن يعترف بحق إيران في السعي لامتلاك الطاقة النووية السلمية والوصول إلى التكنولوجيا المتعلقة بها، وأن طهران ليست في حاجة إلى تخصيب اليورانيوم لبلوغ ذلك... مضيفةً أن الأمر يتعلق بحل يحقق صيغة "لا غالب ولا مغلوب؛، ويشكل خطوة أولى مهمة في اتجاه دبلوماسية ناجحة على المدى الطويل مع إيران. "حديث حول أفغانستان": صحيفة "ذا هيندو" الهندية أفردت إحدى افتتاحياتها للتعليق على الهجوم الانتحاري الذي استهدف نزلين في العاصمة الأفغانية كابول الأسبوع الماضي، ما أوقع 16 قتيلا، ستة منهم من الجنسية الهندية. وحسب الصحيفة، فإن الهجوم يأتي في وقت يروج فيه الحديث حول تعرض "طالبان" لانتكاسات عسكرية، في إشارة إلى النجاح الأخير للقوات الأميركية والأفغانية في تطهير منطقة مارجة بإقليم هلمند من المتمردين، والاعتقالات التي طالت قياديين من "طالبان" في باكستان، مثل المولى عبد الغني بردار... حدثان قُدما على أنهما يمثلان تطورين إيجابيين. لكن الصحيفة رأت أن هجوم كابول يشير إلى أن "طالبان" مازالت تحتفظ بالقدرة على الضرب متى وأينما شاءت. ورأت الصحيفة أن تصريح وزير الشؤون الخارجية الهندي "إس. إم. كريشنا"، والذي اعتبر فيه أن الهجوم هو من تدبير الساعين لإضعاف علاقة الصداقة التي تجمع الهند وأفغانستان، يمكن تفسيره كإشارة ضمنية إلى باكستان التي لا تخفي معارضتها لاضطلاع الهند بدور في أفغانستان، كما تقول الصحيفة. غير أن هذه الأخيرة ترى أنه إذا كان التفجير، الذي وقع بعد يوم واحد على المحادثات التي أجراها وزيرا خارجية الهند وباكستان، يمثل محاولة لنسف الخطوات التي يتخذها البلدان الجاران لإحياء الحوار بينهما، فيجب على الجانبين ألا يسمحا لتلك المحاولة بالنجاح. بل يجب النظر إلى الانخراط من قبل الجانبين، كما تقول الصحيفة، باعتباره "فرصة للتحدث بصراحة حول أفغانستان". "استجيبوا لاستغاثات تشيلي": صحيفة "تورونتو ستار" الكندية خصصت افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء للتعليق على الزلزال المدمر الذي ضرب أجزاء من تشيلي يوم السابع والعشرين من فبراير المنصرم، وتسبب في موجات تسونامي مدمرة. وحول الأضرار التي خلفتها هذه الكارثة الطبيعية، قالت الصحيفة إن "كونسيبسيون"، وهي مدينة يبلغ عدد سكانها حوالي 700 ألف نسمة، تحولت إلى أنقاض، في وقت مُحيت فيه تقريبا بلدات تقع على ساحل المحيط الهادئ؛ مثل "ديتشاتو"، من على الخريطة. كما بلغ عدد المتضررين من الزلزال مليوني شخص على الأقل من سكان البلاد البالغ عددهم 16 مليون نسمة، ودُمر حوالي 500 ألف منزل، في وقت يخشى فيه المسؤولون أن يكون الآلاف من التشيليين في عداد الموتى. حكومة الرئيسة ميتشيل باشليت كانت قد رفضت في البداية عروض بلدان أجنبية بالمساعدة؛ لكنها سرعان ما تراجعت يوم الاثنين وأعلنت "حالة الكارثة"، حيث استنفرت 10 آلاف جندي لحفظ الأمن والنظام في المناطق الأكثر تضررا، ودعت المجتمع الدولي لتقديم المساعدة. وفي هذا الإطار، شددت الصحيفة على ضرورة استجابة رئيس الوزراء ستيفان هاربر لهذا النداء، خاصة وأن حوالي 40 ألف كندي تربطهم علاقات بالتشيلي وأن العديد منهم يشعرون بالخوف والقلق على أقاربهم وأصدقائهم. ورأت أن بمقدور كندا تقديم يد العون عبر إرسال مساعدات مثل المستشفيات المتنقلة، وهواتف الأقمار الاصطناعية، وأجهزة تصفية الدم، والمولدات الكهربائية، ومعدات تصفية المياه... معتبرةً في الوقت نفسه أن على كندا أن تكون مستعدة لدعم مشاريع إعادة إعمار التشيلي عبر بنك تنمية دول الأميركيتين ومؤسسات مقرِضة أخرى، مشاريع يتوقع بعض المحللين أن تكلف 30 مليار دولار أو أكثر. "درس لشركات صناعة السيارات": تحت هذا العنوان نشرت صحيفة "تشاينا ديلي" الصينية افتتاحية عددها ليوم الثلاثاء، وفيها علقت على أزمة شركة "تويوتا" لصناعة السيارات التي اضطرت إلى سحب الملايين من سياراتها من الأسواق العالمية بسبب عيوب في دواسة السرعة والفرامل وغيرها. وفي هذا الإطار، اعتبرت الصحيفة أن درسا واحدا يمكن لشركات صناعة السيارات الصينية أن تستخلصه من أزمة تويوتا، ويتمثل في أن "الإدارة السيئة لأزمة ما يمكن أن تجعل الوضع أكثر سوءا"، وهو درس مفيد بالنسبة لصانعي السيارات الصينيين الذين بدؤوا حديثا إنشاء ماركاتهم الخاصة ولم يصلوا بعد إلى الأسواق الخارجية. على أن درسا آخر لا يقل أهمية، حسب الصحيفة دائما، يكمن في الأهمية البالغة لـ"مراقبة الجودة"، معتبرةً أنه إذا كان أحد عمالقة صناعة السيارات مثل تويوتا يواجه مشاكل تتعلق بالجودة، فإنه ليس لدى شركات صناعة السيارات الصينية الفتية سبب لادخار أي جهد لجعل منتجاتها أكثر أمانا. وإلى ذلك، اعتبرت الصحيفة أن المؤتمر الصحفي الذي عقده رئيس شركة تويوتا، "أكيو تويودا"، يوم الاثنين في الصين إنما يبرز الأهمية المتزايدة لسوق السيارات الصيني، حيث سارع رئيس أكبر شركة لصناعة السيارات في العالم، بعد أيام قليلة على تعرضه للمساءلة من قبل الكونجرس الأميركي، إلى زيارة الصين من أجل طمأنة المستهلكين بشأن جودة وسلامة سياراته. إعداد: محمد وقيف