تصعيد التوتر مع سوريا... واغتيال المبحوح "يعزل" إسرائيل تزايد التوتر بين سوريا وإسرائيل، وعملية دبي تعزل الدولة العبرية، وأصداء ضم موقعين دينيين إلى التراث اليهودي، والدعوة للتعايش مع إيران النووية... قضايا نعرضها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية. "توتر على الحدود الشمالية" نوهت صحيفة "هآرتس" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء إلى تزايد حدة التوتر الذي تشهده حدودها الشمالية في ظل التهديدات المتبادلة بين سوريا و"حزب الله "من جهة ومسؤولين كبار في الدولة العبرية من جهة أخرى، بحيث تنامى الحديث عن الحرب بعدما حذرت إسرائيل سوريا من استمرار تدفق أسلحة متطورة إلى "حزب الله" وتهديدها بإسقاط النظام الحاكم في دمشق فيما ردت هذه الأخيرة باستهداف المدن الإسرائيلية، ونقل المعركة إلى داخل الحدود، وقد زادت التكهنات باحتمال انفجار الوضع بعد الزيارة الأخيرة للرئيس الإيراني، ولقائه بزعماء الفصائل الفلسطينية المستقرة في سوريا، فضلا عن الرئيس السوري. وفي ظل هذا الوضع بالغ الخطورة تقرأ الصحيفة الزيارات المتوالية للمسؤولين الأميركيين إلى إسرائيل المندرجة في إطار التهدئة ومنع تدهور الوضع، فقد وجهت واشنطن تحذيرات مباشرة إلى إسرائيل بعدم الانجرار إلى حسابات خاطئة، كما استدعى الأميركيون السفير السوري في واشنطن وطُلب منه وقف سوريا تمرير السلاح إلى "حزب الله"، وفي هذا السياق أيضاً تشير الصحيفة إلى زيارة وزير الدفاع الإسرائيلي إلى واشنطن لبحث تداعيات التصعيد الذي تشهده المنطقة وتلاه مباشرة رئيس هيئة الأركان، جابي أشكنازي، هذا بالإضافة إلى الزيارة المرتقبة لنائب الرئيس الأميركي، جو بايدن، إلى إسرائيل في الأسبوع المقبل، لكن الصحيفة التي تقر بالخطر المحيط بإسرائيل في ظل تطور الترسانة الصاروخية لإيران وإمداد حلفائها بالأسلحة، تحذر من التورط في حرب جديدة، داعية إلى تغليب لغة الحوار والعودة إلى المفاوضات مع الجانب السوري باعتباره الطريق الأمثل لنزع فتيل التوتر وتهدئة الأوضاع. "عملية دبي وعزلة إسرائيل" خصصت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الجمعة الماضي للحديث عن عملية اغتيال محمود المبحوح في دبي والشكوك التي تحوم حول الموساد، كما تشير الصحيفة إلى تداعيات العملية على إسرائيل وعلاقاتها بالدول الأوروبية، فقد تراكمت المعطيات التي كشفت عنها شرطة دبي ليتجاوز عدد المتورطين في القتل 26 شخصاً كلهم يحملون جوازات سفر أوروبية وأسترالية ونيوزيلندية مزورة بهويات حقيقية لإسرائيليين يحملون جنسية مزدوجة. الصحيفة تحذر من تداعيات العملية على حرية حركة الإسرائيليين من ذوي الجنسية المزدوجة والشكوك التي ستلاحقهم من الآن فصاعدًا بأنهم عملاء للموساد الإسرائيلي، هذا ناهيك عن تدهور العلاقات الأمنية مع الدول التي زُورت جوازات سفرها، فقد عاتب العديد من رؤساء الدول الأوروبية إسرائيل لتزويرها جوازات سفرهم، وكان لافتاً الحدة التي عبر بها الرئيس الفرنسي عن استيائه عندما قال "إنها جريمة بكل بساطة"، لذا تتساءل الصحيفة ما إذا كان أصلا مجدياً التسبب في كل هذه الأضرار وعزل إسرائيل دولياً بقتل المبحوح الذي لم يكن أكثر من مهرب سلاح فلسطيني، ولم تنسَ الصحيفة الإشارة إلى طريقة تنفيذ العملية ذاتها، وما شابها من ثغرات تُرجعها إلى عدم إدراك "الموساد" لقدرة شرطة دبي، وفشل الجهاز في الأخذ بعين الاعتبار الكاميرات المزروعة في كل مكان. "دروس التاريخ" انتقدت "جيروزاليم بوست" في افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء، القرار الذي اتخذه رئيس الوزراء، بضم موقعين دينيين هما الحرم الإبراهيمي، الذي يطلق عليه اليهود قبر الأنبياء، ومسجد بلال بن رباح الذي يسمى أيضاً قبر راحيل إلى قائمة التراث اليهودي، ومبعث الانتقاد ليس لأن الصحيفة ترى في الضم تعدياً على الأراضي الفلسطينية الواقعة وراء حدود 1967، بل فقط لأنها تعتبرها حركة غير ذكية من رئيس الوزراء، وهي تدعو في هذا السياق إلى الرجوع إلى التاريخ والتعلم من دروسه، ففي العام 1996 خلال فترة رئاسة نتنياهو للحكومة الإسرائيلية أصدر قراراً بحفر نفق يربط بين الحائط الغربي والحي العربي ما أشعل فتيل التوتر وتسبب في اندلاع مظاهرات عنيفة سقط فيها قتلى من الجانبين الفلسطيني والإسرائيلي، وهو ما تحذر الصحيفة من تكراره اليوم في ظل المواجهات العنيفة التي اندلعت في القدس بين المستوطنين والجنود وبين المسلمين الفلسطينيين، بل أكثر من ذلك تنبه الصحيفة إلى التداعيات الدولية الناجمة عن قرار نتنياهو حيث سارعت القوى العالمية في أوروبا والولايات المتحدة إلى التعبير عن استيائها من القرار الإسرائيلي المستفز وغير المشجع على استئناف المفاوضات بين الفلسطينيين وإسرائيل، حسب تعبير مسؤول أميركي، وترى الصحيفة أنه بدلًا من ضم الموقعين، ولفت الأنظار الدولية إليهما كان بإمكان نتنياهو إبقاءهما على وضعهما الحالي دون التخلي عن تطويرهما وفتحهما أمام الزوار اليهود. "العيش مع القنبلة" تناول الكاتب "إيتان هابير" في مقاله المنشور بصحيفة "يديعوت أحرونوت" يوم الإثنين الماضي حياة الإسرائيليين تحت ظلال القنبلة النووية الإيرانية، معتبراً أنه على الجميع داخل إسرائيل الاستعداد لهذا اليوم الذي بات قريباً، وبدلاً من تصوير الحياة في ظل القنبلة على أنها لا تطاق يدعو الكاتب إلى التعامل معها بواقعية، ذلك أنه حتى لو قررت إسرائيل استباق مخاوفها بشن هجوم جوي كاسح على المواقع النووية الإيرانية، فإن ذلك لن يفيد كثيراً عدا تأخير البرنامج النووي الإيراني لبضع سنوات دون أن ينال من عزيمتها على صنع القنبلة، ويشير الكاتب إلى أن هذا السعي المحموم من قبل إيران لامتلاك السلاح النووي، يندرج في إطار الاستفادة من دروس التاريخ، فقد وطدت إسرائيل نفسها كقوة عسكرية كبيرة تملك تفوقاً هائلاً في المجال الجوي، لذا تسعى القوى المحيطة بإسرائيل سواء سوريا، أو "حزب الله"، وحتى إيران إلى تطوير أسلحة قادرة على الوصول إلى إسرائيل دون الحاجة إلى الطيران الذي لن تجاري فيه الدولة العبرية. ولكن وبعيداً عن الدوافع التي تحرك إيران لامتلاك السلاح النووي يرى الكاتب أنه على تل أبيب التكيف مع واقع جديد تصبح فيه إيران دولة نووية والالتفات أيضاً إلى التداعيات التي ستترتب على ذلك إقليمياً مثل نشوء تحالف بدأت تظهر بعض بوادره يضم إيران وسوريا وتركيا، وهو ما سيغير حسب الكاتب خريطة التحالفات في المنطقة ويدفع إسرائيل التي كانت لحد الآن ترفض التوقيع على اتفاقية للدفاع المشترك مع الولايات المتحدة مخافة الحد من حريتها إلى الإقبال عليها والجري وراءها. إعداد: زهير الكساب