في مقاله الأخير، "إسرائيل... والعلاقات السورية الأميركية"، ألقى الدكتور وحيد عبد المجيد ضوءاً كاشفاً على تعقيدات العلاقة الأميركية الإسرائيلية في ضوء التباين المستجد على سياستيهما في العامين الأخيرين، وهو أمر نادر الحدوث لكنه وقع هذه المرة حين اتضح لصانع السياسة الأميركية حاجته إلى "تعاون إيجابي" من جانب سوريا في كل من العراق ولبنان، وفك ارتباطه التحالفي مع إيران... فيما ترى إسرائيل أن أولويتها هي لفرض مزيد من الضغط والعزلة على دمشق بغية إجبارها على وقف الدعم الذي تقدمه لكل من "حزب الله" و"حماس"، عبر تنازلات قد تقدمها خلال مفاوضاتهما غير المباشرة، لكن شريطة استمرار الضغط الأميركي على السوريين وإشعارهم بالعزلة والهامشية في العالم العربي. وإن كان هذا التباين في أولويتي الجانبين، الإسرائيلي والأميركي، قد تبلور وأصبح واضحاً الآن، فإنه لا يبدو تبايناً جذرياً أو شاملا، ذلك أن هدوء الوضع في العراق يخفف الحرج عن الولايات المتحدة أمام حلفائها العرب، وبالتالي يطلق يدها في دعم إسرائيل، كما أن فك التحالف السوري الإيراني من شأنه كذلك أن يفيد إسرائيل على الجبهتين الفلسطينية واللبنانية. محمد إبراهيم - قطر