في عام 1931 لاحظ ماريو براتز، الخبير في الكتب القديمة، أن محبي الكتب يقرأون دليل الكتب النادرة كما يقرأ الأشخاص الآخرون القصص المثيرة. وقال: "يمكنكم التأكد من أن من أدب أحدث مثل هذا الأثر السريع والمتحرّك مثل قراءة دليلٍ شيّقٍ"، ومن بعد ذلك مباشرةً أشار إلى أن قراءة دليل مملٍ توازي متعة قراءة دليلٍ شيّقٍ. فبينما يمكن أن يضم هذا الأخير طبعات ثانويّة من إصدارات لدانتي أو من الأبحاث اللاتينيّة أو من أعمال اللاهوتيين المناهضين للإصلاح، يستمتع الهواة بما يعرف باسم "دليل الكتب الغريبة والنادرة". وتعمل قوائم هذه الفئة من خلال المجانين بالأدب والحالمين والعباقرة الذين اختفوا من قائمة المراجع ومن الحياة أيضاً. ومنذ سنوات علّقت على دليلٍ مماثل، لكن المزيد من هذه الأدلة يستمر في الصدور وبالأخص في فرنسا التي عرفت باحتفائها بالثقافة والوعي. لا يسعني إلا أن أطلب من القراء الانضمام إليّ في تصفّح الدليل الحديث المسمى "كتب نادرة وغريبة" الصادر عن "ليبرير أسوسيي" (وأن ينضموا إلي أيضاً لكي أرتاح قليلاً من كآبة الصحافة وتشاؤمها). وتضم الأعمال المذكورة في الدليل أطروحة جديّة مفصّلة بإسهاب حول أغنيةٍ حمامة لكاردينال بيلارمينو (نعم محقق غاليليو). كما تضمّ أغنيةً حول موقع الجنّة الأرضيّة بحسب بيشوب هويت. (ويعتقد هويت، خلافاً للتقليد، أن الجنّة تقع في البصرة وليس في الشرق الأدنى- ما قد يتيح لنا أن نفهم بعد جهدٍ جهيد هدف الرئيس بوش الابن من غزو العراق. كما عثرت أيضاً على أحد أعمال بيار سنديكو حول ثبات الأرض يعود إلى العام 1878. واكتشفت من خلاله أن ريسيوتو كانودو الذي كنت أعرفه على أنه منظرٌ في السينما، هو الذي عرّفها في عام 1911 على أنّها الفن السابع، كان أيضاً بطل حرب يهتم بميتافيزقيا موسيقى الحضارات. إلى جانب ذلك يغطي جزءٌ مهمٌ من الكتاب اللغات الأم في العصور القديمة كاللغات التي تكلّم بها آدم (الدرويدية بحسب كليلاند في عام 1776) أو تلك التي تكلّم بها حام (اللغة الباسكيّة بحسب بيدرو نادا في عام 1885) واللغات التجريبيّة على غرار اللّغة البلاكيّة أو ما يسمى "اللّغة الزرقاء" في عام 1900. كما يعرض الدليل كتاب "سيلابيري" لجلايس من عام 1923 مع إرشادات حول آلة القراءة. وورد "قانون نابليون"، ولكن بنسخة مجهولة الكاتب في عام 1811، إلى جانب كتاب راديغل المعنون "الحضارة البدائيّة المكتشفة مجدداً مع كل أرشيفها في الجنّة الأرضيّة في عدن أو في بريتاني". أنا متشوّق لقراءة كتاب "حياة روبنسون كروز الجنسيّة" لميشال غال الصادر في العام 1977 (الذي تمّ منع الطبعة الأولى منه). ويشمل الدليل أيضاً أنثولوجيا السادية (المنتعشة بالنقوش التي لا تترك مجالاً للتخيّل بتاتاً)، وكتاب "دوسانكتوروم مارتيروم كروسياتيبوس" لأنطونيوس غالونيوس الصادر في عام 1602 حيث كانت ذريعته غير الحقيقيّة التعريف بعذاب الشهداء. يتضمن البيان أيضاً ما هو أقل إخلاصاً لتاريخ القداسة من خلال الكتاب الحديث "الجنس عند السنافر" الصادر في عام 1980 الذي يشكّل طبعة إباحيّة من السنافر. النص مكتوب باللغة الألمانيّة لكن لا داعي للقلق، فالصور كفيلة بالإفهام بحسب الدليل. ويشتمل الدليل أيضاً على كتاب "العمل القصير" الصادر في عام 1907 لكاتبه الدكتور برينوس الذي يتناول مرض سلس البول التشنجي. ومن بين أعمال الأب سينيستراري دامينو (أحد محققي القرن السادس عشر) المذكورة كنت أعرف فقط كتاب "ديلاديموناليتي" الذي يتحدّث عن اللقاء الجنسي بين النساء والأرواح الشريرة. (يعتقد بعض محبي القراءة أن البحث مزوّر وأن إزودور ليسيو كتبه في العام 1875). وقد أدركت الآن أن سينيستراي هو مؤلّف كتاب "دي سودوميا تراكتوس" (الذي لا يزال معترفاً به على المواقع الإلكترونية الخاصة بالمثليين الجنسيين). وأخيراً وجدت الترجمة الفرنسية لكتاب "سيليا" رواية غيوسيبي غاريبالدي الذي كتبها (حسبما قال في المقدّمة) إحياءً لذكرى رجالٍ شجعان سقطوا في المعركة، ولشجب فساد الحكومات والكهنة وخياناتهم أمام الشباب الإيطالي"، "ولكي أكسب رزقي" من خلال هذا الكتاب. ولهؤلاء الذين يرغبون في فضح تاريخ وطنهم الإيطالي، يتعيّن عليهم قراءة "سيسيليا" و"كلاوديا "بارتيشلا عشيقة الكاردينال" لبينيتو موسوليني. ينشر بترتيب خاص مع خدمة "نيويورك تايمز"