الاتحاد الأوروبي في أزمة... وتحذير من التقاعس على الساحة الأفغانية ------- قضية اغتيال المبحوح، وتطورات الأزمة في أفغانستان، والانتخابات البريطانية، والأزمة الاقتصادية اليونانية... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية. -------- "الاغتيالات لا تجدي نفعاً": في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت عنوان "إسرائيل تستطيع تسريع السلام من خلال ممارسة ضبط النفس"، ترى "الأوبزرفر" إنه كان من المحتم في نهاية المطاف توجيه الاتهام للموساد بارتكاب عملية اغتيال المبحوح القيادي في "حماس" في دبي الشهر الماضي لأن للموساد تاريخا معروفا في تنفيذ عمليات الاغتيال الخارجي التي تتم خارج نطاق القانون وترعاها الدولة، ولأن "حماس" لا تخفي أن هدفها هو تدمير إسرائيل في النهاية ترى الصحيفة أيضاً أن هذا الاغتيال يكشف عن حقائق يصعب تجاهلها وهي: أن الإسرائيليين والفلسطينيين منخرطون في حرب مستمرة تختلف حدتها من فترة لأخرى حسب الظروف، وأن بريطانيا كقوة عظمى في هذا العالم متورطة في هذه الحرب سواء شاءت أم أبت. وترى الصحيفة أن الذي يدفع إسرائيل لمثل هذه العمليات قناعة تل أبيب بأن أفضل وسيلة لحماية نفسها هي عن طريق شن الحرب والاعتداء والقتل، وهو ما يلحق ظلماً فادحاً بالفلسطينيين يدفعهم إلى الانتقام من ظالميهم، مما يؤدي إلى استمرار الصراع، وأن على إسرائيل أن تدرك أن اعتمادها على القوة العسكرية الغاشمة، وعلى الأساليب الإجرامية مثل الاغتيالات على أراضي الدول الأخرى والاغتيال سيؤدي إلى عزلتها على المستوى العالمي، وأن التزامها بسياسة ضبط النفس والاستجابة للجهود الدولية للسعي لتحقيق السلام في المنطقة، هو الكفيل بتحقيق أمنها أكثر مما تستطيعه القوة الغاشمة وشن الحروب وتنفيذ الاغتيالات. "المزيد من الالتزام": في افتتاحيتها الاثنين الماضي تناولت "التايمز" المعارك التي تدور رحاها في الوقت الراهن في أفغانستان، وقالت إن قرار أوباما بارسال 30 ألف جندي إضافي إلى ذلك البلد كان المقصود منه تحقيق استقراره في المقام الأول، ثم توفير الإمكانية لحكومته للاضطلاع بمهامها بما يساعد على عودة عجلة الحياة الطبيعية للدوران في هذا البلد التعس الذي دُمرت جميع مرافقه تقريباً حتى لا يعود كما كان منذ سنوات أرضاً خصبة للإرهاب. وترى الصحيفة أن قرار أوباما يجب أن يكون مصحوبا بقرارات مماثلة من الحكومات الأخرى الأعضاء في "الناتو"، إلا أن ذلك لم يحدث بل وتعرض للعديد من العثرات التي حالت دون تبلوره ومن آخرها سقوط الائتلاف الحاكم في هولندا إثر خلاف حول تمديد مدة القوات الهولندية في أفغانستان ونشر تقارير عن عودة تلك القوات بشكل نهائي في أغسطس المقبل، وهو ما يعد ضربة قوية لخطط أوباما، خصوصا وأنه من الصعب تعويض هذه القوات في الوقت الراهن بعد أن فشلت محاولات سابقة في هذا الشأن، وأبدت الصحيفة أسفها من أنه في الوقت الذي بدأت فيه قوات "الناتو" تحقيق نتائج ملموسة على الأرض من خلال عملية "مشترك" التي تمضي على نحو جيد، فإن الإرادة السياسية اللازمة لاستثمار هذا النجاح تبدو مهتزة لدى الدول المشاركة في الحلف، وعلى تلك الدول أن تدرك أنها ملزمة بإرسال مزيد من القوات لا سحب قواتها الموجودة، لأن أفغانستان إذا عادت مرة أخرى إلى الفوضى والاضطراب، فإنها لن تكون مشكلة بالنسبة لأميركا فقط، وإنما لتلك الدول أيضاً. "السياسات هي الأهم": في افتتاحيتها ليوم الاثنين الماضي تحت عنوان الانتخابات القادمة يجب أن تكون حول السياسات لا الأشخاص، انتقدت "الإندبندنت" الاتجاه السائد حالياً في الساحة السياسية البريطانية حول التركيز على شخصيات المرشحين للانتخابات العامة القادمة ومواضع ضعفهم وقوتهم مشيرة في هذا الخصوص إلى الانتقادات التي وجهت إلى شخص رئيس الوزراء الحالي جوردون بروان مؤخرا بأنه رجل لا يستطيع ضبط أعصابه ولا يتورع عن الاعتداء على العاملين لديه أو ترويعهم، وهو ما نفاه "براون". وترى الصحيفة أن مصدر هذه الإشاعات وغيرها هم "البليريون"( أنصار توني بلير) الذين يشعرون بالضغينة نحو "براون" بسبب استبعاده لهم من مواقع النفوذ والتأثير ومن الدائرة الضيقة التي تحيط به. في نفس الوقت انتقدت الصحيفة رئيس الوزراء لأنه وهو يحاول أن يدعو إلى عدم التركيز على النواحي الشخصية، وصف نفسه بأنه رئيس وزراء خبير، ولديه تجربة كبيرة في الحكم في حين أن منافسه "كاميرون"، رجل قليل الخبرة فكأنه يدعو إلى الشيء ويمارس نقيضه. ودعت الصحيفة الأحزاب المتنافسة في تلك الانتخابات إلى أن تقدم ما لديها من جداول عمل سياسية، وخطط وأن تكون تلك الجداول والخطط محل مناقشات وسجالات لتقييمها بحيث تكون هي معيار التمييز بين المرشحين وليس شخصياتهم. "الاتحاد الأوروبي في خطر": تحت عنوان" الاتحاد الأوروبي مهدد أكثر من اليورو"، كتب "جيديون راتشمان" مقالا في عدد الفاينانشال تايمز الصادر الاثنين الماضي يقول فيه بينما يرى كثير من الخبراء أن أزمة اليونان ترجع إلى نظام العملة الأوروبية الموحدة إلا أن الحقيقة هي أن الموضوع أسوأ من ذلك بكثير، لأن هذه الأزمة اليونانية بجوهر الفكرة التي قام عليها الاتحاد الأوروبي عبر رحلته التي بدأت منذ ستين عاما، من مجرد اتحاد للصلب والفحم إلى اتحاد يضم 27 دولة، كما يضم برلمانا، ومحكمة خاصة وسياسة خارجية مستقلة، وهي أنه حلف سياسي في المقام الأول، وبالتالي فإنه عندما تتعرض دولة من دوله لمشكلة اقتصادية، فإن المفترض أن تمتلك الدول الأعضاء الإرادة السياسية لانتشال الدولة من تلك المشكلة. ورأى الكاتب أنه ما لم تتحرك الدولة الأوروبية من خلال هذا المنطلق السياسي الجهوري استجابة للأزمة اليونانية، فإن ذلك لن يضرب نظام العملة الموحدة" اليورو" فقط، وإنما سيضرب صرح الاتحاد الأوروبي ذاته في الصميم، وسوف يدعم حجة الجماعات والأحزاب المختلفة المتشككة في جدوى فكرة الاتحاد والداعية للاحتفاظ بسيادتها وعملتها وسياستها الخارجية. إعداد: سعيد كامل