إذا كان الاهتمام الإعلامي يمثل معياراً للحكم على استمرار الأزمة الاقتصادية العالمية من عدمه، فإنه يمكن القول إن الأزمة باتت من الماضي، بدليل أنه أصبح من النادر أن نرى في وسائل الإعلام أولئك الخبراء والمحللين الاقتصاديين الذين كانوا ضيوفاً دائمين على الإعلام التلفزيوني بصفة خاصة خلال العامين الماضيين! فهل انتهت الأزمة الاقتصادية أم نفد مخزون الخبراء الاقتصاديين من الكلمات والتحليلات والتنبؤات والوصفات..؟ لست ممن يحملون الخبراء مسؤولية الكساد الذي حل باقتصادات كثير من الدول، لكن تحليلاتهم شجعت أحد معارفي، ممن صدق نبوءات المحللين الاقتصاديين، على استثمار أمواله في أسواق الأسهم، ليفقدها جميعاً بعد أن فقد وظيفته التي استقال منها كي يتفرغ لنشاطه في الأسهم! والحقيقة أن الكساد الذي أصاب الاقتصاد ومس دورة الإنتاج في أنحاء العالم، أصاب كذلك خدمات المحللين الاقتصاديين وأفقد سلعهم رواجها، شأنها شأن كثير من السلع الكمالية التي تضررت من عواقب الأزمة! إبراهيم جلال- عمّان