قرأت باهتمام مقال د. حسن حنفي: "الكتاب... تجارة أم ثقافة؟" وأعتقد أن على دولنا العربية أن تضع سياسات وخططا ثقافية تجنب صناعة الكتاب أية عوائق من قبيل تلك التي عدَّدها الكاتب بإسهاب. ولعل مما يؤسف له حقاً أن تجمع التقارير التنموية العربية والدولية على أن نسبة القراءة في الوطن العربي تعد من أقل النسب على مستوى العالم، وهو ما يصدق أيضاً على حركة الترجمة والنشر. وكل هذا جدير بأن يدفع صانع القرار الثقافي بأن يضغط على الحكومات العربية لكي تعطي صناعة الكتاب معاملة تفضيلية تحولها إلى أولوية تنموية وثقافية في الوقت نفسه. وإذا لم نفعل ذلك فإن الاستمرار في واقع التخلف سيكون هو النتيجة الوحيدة، لأن تجارب التاريخ تعلمنا أننا لم نحقق كعرب أية إنجازات حضارية كبيرة إلا في الحالات التي عرفنا فيها صعوداً ثقافياً، وكثافة في حركة التأليف والإبداع والابتكار، مثلما وقع في العصر العباسي بعد تأسيس "بيت الحكمة" في بغداد. عز الدين يونس - أبوظبي