لا أريد التقليل من: "عوائق النهوض العربي" التي استعرضها هنا مقال الكاتب نبيل علي صالح، ولكنني أسجل عليه تجاهله، سهواً أو عمداً، لأحد أهم تلك العوائق التي ما زال يصطدم بعثراتها وعتباتها الإشكالية مشروع النهوض العربي، وأعني بالطبع العائق الخارجي، وتحديداً الغربي، الذي ظل طيلة القرنين الماضيين يضع ما يشبه "الفيتو" لمنع العرب من النهضة والتقدم. فعندما أطلق محمد علي باشا مشروع تحديث شامل في مصر مع بداية القرن التاسع عشر تدخل الغرب وظل يسعى لإفشال ذلك المشروع حتى انتهى به الأمر إلى احتلال مصر والبلاد العربية لوأد تجربة النهضة في مهدها. ثم حين استقلت الدول العربية بعد الحرب العالمية الثانية وجدت الغرب قد وضع في طريق نهضتها الاحتلال الاستيطاني الإسرائيلي الذي تولى مهمة مشاغلة العرب بالحروب والصراعات اللانهائية، حتى لا يتفرغوا للنهوض والتنمية. وقس على ذلك بقية الأزمات والصراعات العبثية التي يدبرها الخارج. وكل هذه حقائق موضوعية لابد من الإشارة إليها، حتى لو اتهمنا كعرب بتبني "نظرية المؤامرة". عزيز خميّس - تونس