تساءل د. عمار علي حسن في عنوان مقالته: "هل بقي شيء من الثورة الروسية؟" وهو سؤال لا أرى أن الإجابة التي اقترحها له تبدو كافية، حتى لا أقول إنها غير مناسبة. فقد تبقى في الفعل من الثورة البلشفية الكثير من المرارات وآثار الممارسات الخاطئة من تعديات على حقوق الإنسان في معسكرات السخرة الشهيرة، إلى تصفيات وتجاوزات على حقوق الشعوب وهذا ما وقع في عمليات التهجير الواسعة بحق بعض القوميات من أوطانها التاريخية، كحالة شعب التتار مثلا لا حصراً الذي هجر في عهد ستالين. والحقيقة أن ما تبقى من تلك الثورة حتى اليوم هو هذا الإرث الإنساني الثقيل الذي ستستمر أجيال مديدة لاحقة تدفع ثمنه من مصيرها المعلق ومستقبلها الموءود وأسئلة هويتها وثقافتها المصادرتين، وأوطانها التي فقدتها بجرة قلم. فايز سعيد - عمان