لعل أكثر ما أثار تحفظي في مقال الأستاذ عبدالله عبيد حسن: "السودان وتركة نيوبولد" هو أن بعض القراء قد يفهمون منه أن الإداري البريطاني المذكور في العنوان قد علَّم أبناء البلاد أصول الممارسة الديمقراطية. والحقيقة أن أصول وجذور تلك الممارسة موجودة في مجتمعاتنا العربية الإسلامية منذ زمن بعيد، ولم تكن في حاجة إلى أن يأتي "الرجل الأبيض"، كما يقال، لكي يعلمها إياها. وبالنسبة لمؤدى المقال أفهمه فقط ضمن سياق التجاذبات السياسية الحالية على خلفية الاستحقاقات الانتخابية الوشيكة. وعدا ذلك، لا أجد له سياقاً آخر مقنعاً أو مبرراً. وعلى ذكر الاستحقاقات، ينبغي أن نكون صريحين مع أنفسنا، فالأولوية اليوم في السودان هي للاستقرار، والوحدة، وإن كان لابد أن تنتظر الديمقراطية المثالية الجيفرسونية، التي يتلفع بأحلامها البعض، حتى تستقر الأمور، وتتكرس الوحدة، فلتنتظر إلى ما شاء الله. فالاستقرار والوحدة هما الغاية، والديمقراطية تبقى في النهاية مجرد وسيلة. عبدالوهاب حامد - أبوظبي