في مقالة د. خالد الحروب: "الاستنزاف الفلسطيني وأولوية المصالحة"، نجد تشخيصاً دقيقاً لعمق المأزق النضالي الفلسطيني الراهن، فبدلاً من توحيد الجهود لمواجهة ضغوط الاحتلال وممارساته، وجد الجسد السياسي الفلسطيني نفسه منقسماً وممزقاً، بشكل ينذر بمخاطر جمة قد تؤدي لا سمح الله إلى تصفية القضية، من الأساس. والمشكلة الكبرى الأخرى التي أضيفت إلى مأزق الانقسام الفصائلي والمناطقي، هي هذا الوقت الضائع قبل إنجاز المصالحة. فمنذ أشهر عديدة ونحن نسمع عن قرب التوقيع على ورقة المصالحة، ولكن كلما ظننا أنها قد اقتربت نسمع عن شروط جديدة، ومناكفات عقيمة، تؤخر التوقيع على ورقة المصالحة، وكأن الشعب الفلسطيني ما زال يمتلك ترف إضاعة الوقت في تلك الشجارات والسجالات الفصائيلية غير المثمرة. وفي المجمل، فإن على القوى السياسية الفلسطينية جميعاً أن تضع المصلحة الوطنية العليا فوق كل اعتبار، وأن تعمل لإنجاز المصالحة عمل من يسابق عقارب الساعة. فهذا ما يمليه الآن الاستماع لصوت الواجب والحس الوطني السليم. أيمن فايز - عمان