لا أتفق أبداً مع بعض ما ورد في مقال د. أحمد عبدالملك: "معوقات الإصلاح السياسي" وذلك لأن الفكرة العامة والخط العريض فيه مؤداهما أن علينا كعرب أن نتهجَّى ونتعلم مبادئ الممارسة الديمقراطية من تجربة هولندا أو "نادي مدريد" أو غير ذلك من تجارب وجهات غربية. وما أود قوله هنا، وبكل وضوح، هو أن ديمقراطيتنا العربية المنشودة ينبغي أن تنشأ داخل مجتمعاتنا، ومن واقع تجاربنا الخاصة، ولا يصلح أن تكون مستوردة، ومعلبة، من الخارج، بأي شكل، لأن ذلك الخارج، وخاصة إذا كان غربياً، له هو أيضاً خصوصياته الثقافية والاجتماعية المختلفة عنا، على نحو لا ينبغي معه استنساخ تجاربه عربياً، لأن في ذلك قفزاً مزدوجاً، على خصوصياتنا وخصوصياته، في الآن ذاته. ثم إن معظم المنظمات والهيئات الغربية التي تزعم الترويج للديمقراطية في بلداننا ليست بتلك الدرجة من المثالية والرومانسية التي يتصورها البعض، بل إنها مدخولة ومشبوهة وموظفة من طرف جهات لا تضمر لنا ولا لبلداننا خيراً، هذا زيادة على أن لكل منها أجندة غير معلنة، ينبغي أن نأخذ منها مسافة أمان مناسبة. جمال عباس - الرياض