دروس مستفادة من دافوس... وأوباما يغير مقاربته تجاه إيران التحقيق مع توني بلير، وتطورات الملف النووي الإيراني، ومؤتمر دافوس، والممارسات الإسرائيلية الإجرامية ضد الفلسطينيين... موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة أسبوعية على الصحف البريطانية. *"تحقيق تشيلكوت": في افتتاحيتها ليوم الأحد الماضي، وتحت "عنوان بلير دخل حرب العراق بناء على تقديره الخاص وذلك التقدير كان خاطئا"، تقول "الجارديان" إنه على الرغم من الأسئلة التي وجهت لتوني بلير من قبل لجنة تشيلكوت، لم تكن من النوع المحرج، الذي يدفعه للكشف عن أسرار، وعلى الرغم من أن الغرض من تلك التحقيقات هو في المقام الأول الكشف عن حقائق مؤكدة لتسجيلها في سجلات التاريخ، بدا بلير وكأنه يحاول أن يحصل على موافقة التاريخ على ما قام به، بل وعلى عرفانه أيضاً، بحيث بدت الصورة العامة أشبه ما تكون بالعرض المسرحي، بدلاً من أن تكون تحقيقاً جنائياً كما كان منتقدو بلير يرغبون. كذلك لم تساعد تلك الأسئلة على كشف التناقض بين التعهدات غير المعلنة التي قدمها بلير للرئيس الأميركي السابق جورج بوش وبين مزاعمه العلنية عن امتلاك صدام حسين لأسلحة دمار شامل، كما بدا بلير غير مقنع عندما قال إنه كان يعتقد أن صدام يخفي مثل هذه الأسلحة، وأنه لو ترك في الحكم فسوف يأتي يوم، خصوصاً في البيئة التي سادت عقب أحداث الحادي عشر من سبتمبر، يلجأ فيه للتعاون مع تنظيم "القاعدة" أو أي تنظيم إرهابي آخر معاد للولايات المتحدة، كما لم يكن مقنعاً كذلك، عندما قال أمام اللجنة بأن مجرد الإطاحة بصدام حسين وتخليص العراق والعالم من شره يضفي مشروعية في حد ذاته على تلك الحرب. والخلاصة أن الرجل قد عمل على التلاعب بالمعلومات المتاحة وتوجيهها إلى الوجهة التي يمكن له استغلالها في الحصول على موافقة الشعب البريطاني، على تلك الحرب وأن صدام لم يكن يمثل تهديداً وشيكاً لأمن الولايات المتحدة والعالم، وأن الأمر لم يكن يستلزم حرباً ترتبت عليها نتائج كارثية. *"نهج متدرج": في افتتاحيتها يوم الاثنين الماضي تحت عنوان:"أوباما يشدد الخناق على إيران"، ترى "ديلي تلغراف" أن الرئيس الأميركي، قد أدرك الآن بأن النهج التصالحي الذي دشنه منذ بداية ولايته في التعامل مع النظام الإيراني لن يجدي نفعاً، وذلك بعد عدم الاكتراث الهائل الذي أظهره هذا النظام تجاه دعوات الحوار والتقارب مع الولايات المتحدة، والقمع الذي مارسه ضد المتظاهرين الذين خرجوا للاحتجاج على نتائج الانتخابات التي جرت في الصيف الماضي، وإقدامه أخيراً على إعدام اثنين ممن اتهمهم بالتورط في التظاهر والعمل ضد الجمهورية الإسلامية، مما يكشف في مجمله عن طبيعته. وتقول الصحيفة إن ذلك الإدراك دفع أوباما لتعزيز الإجراءات الدفاعية تحسباً، لأي اعتداء من جانب إيران، ودعاه إلى مراجعة خطة الدفاع الصاروخي في أوروبا التي كانت تركز على تهديدات الصواريخ الإيرانية طويلة المدى على أساس أن الصواريخ القصيرة والمتوسطة المدى، هي التي تشكل التهديد الأكثر احتمالًا في الوقت الراهن. وترى الصحيفة أن الأسلوب الذي يتبعه أوباما المتمثل في تشديد الضغط العسكري والاقتصادي بشكل متدرج، هو الأسلوب الأفضل للتعامل مع طهران، وأن شن هجوم عسكري عليها، كما يدعو الإسرائيليون ستترتب عليه عواقب وخيمة للمنطقة والعالم. *"درس دافوس": تحت عنوان ما الذي يتعين على العالم أن يقوم به كي يحافظ على نقاهته كتب "مارتن وولف"، يوم الثلاثاء الماضي، تحليلاً في "فاينانشيال تايمز"، يقول فيه إن الانطباع الذي خرج به من مؤتمر دافوس الأخير هو انطباع عام بالقلق. فحالة الاقتصاد العالمي كانت تبدو في نظر الكثير من القادة المشاركين في المؤتمر كحالة مريض أصيب بنوبة قلبية، أمكن إنقاذه منه بإجراءات معينة، ولكن لا أحد يعرف كيف يعود إلى عافيته تماماً. ويتفق الكاتب مع ما أبداه المشاركون في المؤتمر بشكل عام من ارتياح للتدخلات الحكومية في الشؤون الاقتصادية، التي تمت في أواخر العام 2008 و2009 ، والتي من دونها يصعب إنقاذ الاقتصاد وجعل الركود أقصر، وأقل وطأة مما قدره خبراء اقتصاديون كثيرون في بداية الأزمة، ويرى أن إجراءات الخروج من الأزمة والعودة للنقاهة تمثل تحدياً مهماً يجب مواجهته، مع ضرورة التعامل بحرص مع دعوات بعض الخبراء الاقتصاديين لسحب الحوافز وترك الاقتصاد والقطاع المصرفي يعتمد على نفسه ويقترح العمل كذلك على حل التناقض القائم بين كون الاقتصاد معولماً في حين أن السياسات التي تتم لمواجهة الأزمة محلية، وعلى إعداد حزمة من الخطط الاقتصادية الرشيدة في المديين القصير والمتوسط وتعزيز سياسات التعافي الاقتصادي، بما يتناسب مع ظروف كل دولة وبما لا يضر الاقتصاد العالمي في مجمله. *"جرائم إسرائيل" في افتتاحيتها أمس الأربعاء تحت عنوان إسرائيل يجب أن تجري تحقيقات جدية بشأن عدوانها على غزة، قالت "الإندبندنت": إنه عندما أصدر القاضي الجنوب أفريقي ريتشادر جولدستون تقريراً يدين فيه إسرائيل باستخدام قدر غير متناسب من القوة في الرد على الصواريخ التي كانت تطلق من غزة فإن رد الفعل الإسرائيلي الأولي على ذلك التقرير كان أنه"خاطئ من البداية للنهاية، ومنحاز ويدعو للسخرية". وترى الصحيفة أن ما أعلنته إسرائيل مؤخراً من أنها أصدرت عقوبة بحق ضابطين إسرائيليين اعترفا بأنهما أصدرا أوامر بقصف مجمع تابع للأمم المتحدة في غزة أثناء الحرب التي جرت هناك في بداية العالم على الرغم من علمها بأن هناك مئات من المدنيين الفلسطينيين يحتمون به ليس كافياً لإقناع العالم أنها تجري تحقيقاً جدياً ولم يخفف من الشكوك القائلة بأنها تلجأ إلى المماطلة، وإلى الاستعانة بالولايات المتحدة للحيلولة دون صدور قرار يدين ممارساتها الإجرامية وأنه من الأفضل لرئيس الوزراء الإسرائيلي أن يعمل على إصدار أوامره بإجراء تحقيق إسرائيلي جدي وليس صوريا في انتهاكاتها ضد الفلسطينيين. إعداد: سعيد كامل