لجنة مستقلة لتجاوزات "حرب غزة"... وعام على نتنياهو في السلطة ------- إسرائيل تعد تقريرها الخاص بشأن غزة، ومرور عام على نتنياهو في السلطة، واستياء صيني من أميركا، ثم فشل أوباما في تحقيق وعوده... قضايا نعرض لها ضمن جولة سريعة في الصحافة الإسرائيلية ------- "إسرائيل تتهرب من المسؤولية": بهذا العنوان استهلت "هآرتس" افتتاحيتها ليوم الإثنين الماضي متطرقة إلى التقرير الذي أعده الجيش الإسرائيلي بعنوان "تحديث التحقيق حول عملية غزة"، وذلك كرد على مطالب تقرير جولدستون الذي دعا الحكومة الإسرائيلية إلى تشكيل لجنة تحقيق تنظر في الاتهامات التي أوردها المبعوث الأممي، لكن الصحيفة تنتقد التقرير العسكري الذي رُفع إلى الأمم المتحدة مستبعدة قبول ما جاء في التقرير من قبل الهيئات الدولية التي لن تنطلي عليها محاولات الجيش الذي أعد التقرير في الالتفاف حول الحقيقة وحجبها عن الأنظار. فبدلًا من إشراف الحكومة مباشرة على إجراء تحقيق يطال تفاصيل الجرائم والتجاوزات، التي أشار إليها تحقيق جولدستون، اكتفت إسرائيل بتكليف الجيش الذي هو أصلاً طرف في النزاع، واللافت أن التقرير الذي أعده الجيش الإسرائيلي ورُفع إلى الأمين العام للأمم المتحدة، والذي جاء في 46 صفحة لم يشر بكلمة واحدة إلى جولدستون، وهو ما يلقي حسب الصحيفة بظلال كثيفة من الشك على التقرير وما جاء فيها، إذ لا يخرج في المحصلة النهائية عن محاولة حجب الحقيقة وتبييض صورة إسرائيل بالإشارة إلى بعض الانتهاكات البسيطة مثل سرقة أحد الجنود لبطاقة ائتمانية يملكها فلسطيني، أو الاعتراف بقصور في "المعلومات الاستخباراتية"، التي أدت أحياناً إلى سقوط ضحايا من المدنيين. بيد أن تقرير الجيش تقول الصحيفة الذي لا يجيب بشكل كاف عن التجاوزات التي أشار إليها جولدستون في تقريره فقط، يؤكد الحاجة إلى تشكيل الحكومة الإسرائيلية للجنة مستقلة بعيدة عن الجيش، تمنح الصلاحيات اللازمة لاستدعاء الضباط وأفراد الجيش لجلاء الحقيقة وإعادة المصداقية لإسرائيل. "ماذا حقق نتنياهو؟": على شاكلة أوباما الذي ألقى خطاب" حالة الاتحاد" الأسبوع الماضي، يحاول المعلق الإسرائيلي، ياؤول ماركوس، في مقاله المنشور يوم أمس الثلاثاء بـ "هآرتس" تقييم حصيلة رئيس الوزراء، بنيامين نتنياهو، بعد قضائه عاما تقريباً على رأس الحكومة، فرغم تعهد نتنياهو خلال حملته الانتخابية بمواجهة التهديد الإيراني ومنع "حزب الله" من بناء قدرته التسليحية، يبقى أهم ما حققه رئيس الوزراء هو تشكيل حكومة يمينية تضم حزب "شاس" الديني، بالإضافة إلى حزب "إسرائيل بيتنا" في شخص رئيسه، أفيجدور ليبرمان، الذي مُنح وزارة الخارجية، وبالطبع كان لهذه الصفقة دور كبير في منع وصول حزب "كاديما" إلى السلطة، والأكثر من ذلك، يقول الكاتب، لم يغير نتنياهو كثيراً من وعوده السابقة، فهو وإن كان قد تنازل قليلا في خطاب جامعة بار إيلان عندما أقر بحل الدولتين تحت ضغط أميركي، إلا أنه وبفضل الفلسطينيين أنفسهم الذين يرفضون استئناف المفاوضات يشعر نتنياهو بأنه غير مضطر لقبول شروط الفلسطينيين، وبالتالي تجنب المفاوضات تماماً بكل ما قد تثيره من قضايا حساسة قد تسقط حكومته القائمة على الائتلاف "اليميني"، لا سيما في حال التطرق إلى القدس والمستوطنات، وقد ساعد نتنياهو أيضا حالة الاقتصاد الإسرائيلي التي لم تعان كثيراً من آثار الأزمة المالية واستطاع في ظرف وجيز تجاوز أكثر تداعياتها إيلاماً، يضاف إلى ذلك ما يعتبره الكاتب اختباراً حقيقياً تعرضت له العلاقات الإسرائيلية- الأميركية التي سرعان ما عادت إلى مجراها الطبيعي بعد خفوت الضغوط الأميركية ليخلص الكاتب في الأخير أن أهم ما حققه نتنياهو خلال عام في السلطة ليس ترجمة وعوده الانتخابية إلى أمر واقع، بل بقاؤه في السلطة وعدم انهيار الحكومة. "غضب صيني": خصصت "جيروزاليم بوست" افتتاحيتها ليوم أمس الثلاثاء للحديث عن ردة الفعل الصينية إزاء ما أعلنه البيت الأبيض عن إبرام صفقة مع تايوان لبيعها أسلحة وعتاد عسكري، فقد عبرت الصين عن استيائها على نحو علني وواضح من خلال إعلانها تجميد التعاون العسكري مع الولايات المتحدة ومعاقبة شركات منخرطة في الصفقة مثل بوينج، لكن الصحيفة تنتقد ما تسميه بالمعايير المزدوجة للصين لأنها في الوقت الذي تحتج فيه على إمداد واشنطن لتايبيه بالأسلحة الدفاعية تقوم هي بالتعاون مع إيران وتعارض فرض العقوبات على نظام الملالي الذي يسعى إلى امتلاك السلاح النووي، هذا السلاح الذي في حال أصبح واقعاً، ستكون الصين أول المتضررين لأنه حسب الصحيفة، قد يستخدم للإخلال بموازين القوى في منطقة الخليج ما قد يؤثر سلباً على تدفق النفط الذي يحتاج إليه الاقتصاد الصيني، يضاف إلى ذلك- حسب الصحيفة- الأسلحة الصينية التي عثر عليها في غزة خلال الفترة الماضية. غير أن الصين تفضل المصالح الآنية على الرؤية الاستراتيجية بإعطائها الأولوية للعلاقات التجارية مع إيران، والتي تقدر بحوالي 25 مليار دولار في السنة على حساب أمن منطقة الشرق الأوسط، وفي نفس الوقت الاستمرار في حظر السلاح على تايوان ومعاقبة الشركات الأميركية في حين تقوم هي بشن الهجمات الإلكترونية على المواقع التابعة لجوجل ولا تتوقف عن انتهاك حقوق مواطنيها. سراب التغيير ينتقد المعلق الإسرائيلي "هاجاي سيجال" في مقال نشرته يوم الأحد الماضي صحيفة "يديعوت أحرنوت" التوقعات الكبيرة التي صاحبت انتخاب الرئيس أوباما، فهو وإن كان خطيباً مفوهاً ويمتلك العديد من المهارات والمواصفات الفكرية والأكاديمية، إلا أنه مع ذلك فشل على حد قول الكاتب في إحلال التغيير الذي كان وعد به في حملته الانتخابية، حيث مازال الاقتصاد الأميركي يعاني من بطء شديد في النمو فاقمته نسبة البطالة العالية والعدد الكبير من الوظائف الذي يفقد كل شهر، كما أن واشنطن مازالت منخرطة في صراعاتها السياسية كالمعتاد رغم محاولات أوباما في جسر الهوة بين الحزبين وتدشين مرحلة جديدة من التعاون، لم يكتب لها النجاح حتى اليوم. أما على الصعيد الخارجي، فقد أخفق أوباما في جلب السلام إلى الشرق الأوسط، إذ لم ينفع على ما يبدو انخراطه المبكر في الصراع ولا الضغط على طرفيه في إقناعهما بالجلوس إلى طاولة المفاوضات، هذا ناهيك عن إيران التي تستمر في تحدي المجتمع الدولي، وتواصل سياسة كسب الوقت، دون أن يظهر في الأفق ما يدعو للاعتقاد أن أوباما سيواجه تعنتها ويمنعها من الوصول إلى السلاح النووي. إعداد: زهير الكساب