لاشك أن مقالة الكاتب جيمس زغبي: "الحرة: ست سنوات من الفشل" قد أماطت اللثام عن بعض أسباب عدم الفاعلية الإعلامية التي اتسم بها أداء الإعلام الأميركي الموجه للعالم العربي والإسلامي خلال سنوات عهد بوش. والحقيقة أن سبب ذلك الفشل قد لا يكون متعلقاً فقط بالجوانب المهنية الإعلامية البحتة، وإنما لأن مجرد كونه مرتبطاً في الأذهان ببوش وسياسات إدارته كان وحده كافياً كوصفة فشل مؤكدة. ومشكلة كثير من الساسة الغربيين، والأميركيين خاصة، هي أنهم يتصورون أن وسائل الإعلام مهما كانت قوتها وفاعليتها المهنية يمكن أن تجعل الناس يتقبلون سياسات خاطئة وغير متوازنة. وهذا منافٍ طبعاً للمنطق، لأن كل ما تستطيع وسائل الإعلام عمله هو تصوير الواقع بدقة، وربما بطريقة جذابة، ولكن إذا كان ذلك الواقع معوجاً ومنفراً فإن ظلاله وانعكاساته في الإعلام لا يمكن أن تكون أبداً مستقيمة أو جذابة. مصطفى عبدالحميد - الدوحة