كعادته في جميع مقالاته التي أحرص على قراءتها، فقد كان مقاله "مغامرة الحريري في دمشق"، مفيداً وممتعاً وذا نفس تحليلي رصين ومسؤول. لكني رغم ذلك أختلف مع فكرته الأساسية، وأرى أن أي خطوة تقاربية بين بلدين عربيين هي عين العقل والحكمة، وأن عكس ذلك هو عمل مغامرٌ يعرّض مصالح الأمة العربية، مجتمعة وفرادى، للخطر والانتقاص والضيم والاستضعاف. لقد أصاب الحريري بخطوته التي وضعت حداً لقطيعة لا معنى لها بين لبنان وشقيقتها سوريا، قطيعة دامت أكثر من اللازم ولم يستفد منها لا لبنان ولا سوريا، بل أمعن أعداؤهما معاً في محاولة إطالتها وتوسيع الشقة بينهما والاستفادة من وراء خلاف الأشقاء. وإذا كانت القطيعة تعارض منطق التاريخ والجغرافيا بين سوريا ولبنان، فإن زيارة الحريري هي انسجام كامل مع منطق العقل والواقع، ولذلك فهي أبعد ما تكون عن المغامرة. وائل ربيع- دمشق