تمثل السياحة أحد أهم القطاعات التي تعتمد عليها أبوظبي والإمارات بوجه عام في تنفيذ سياسة تنويع الموارد الاقتصادية التي تنتهجها منذ سنوات، لكي تصبح مساهماً أساسياً في مكوّنات الناتج المحلي، وأداة فاعلة في المسيرة التنموية النشطة التي تشهدها الدولة، ولهذا فإن العمل على تطوير هذا القطاع والارتقاء به يشكّل أولوية متقدّمة. ويعدّ الترويج الخارجي والدعاية للمقومات السياحية إحدى الآليات المهمّة لتطوير هذا القطاع، وفي هذا السياق، تكتسب الخطة الترويجية التي أعلنتها "هيئة أبوظبي للسياحة" مؤخراً لعام 2010 أهمية كبيرة، ليس لكونها تسعى إلى ترسيخ وجود أبوظبي على خريطة السياحة العالمية، وإنما لأنها تستهدف زيادة المشاركة في المحافل الدولية أيضاً، عبر الحضور الموسّع في قائمة متنوعة من الأسواق السياحية العالمية. خطة الترويج الخارجي ستغطي إحدى عشرة دولة، وستشارك في عشرين معرضاً عالمياً، تشمل للمرة الأولى ثلاثة معارض تجارية وسياحية مهمّة هي: معرض السياحة العالمية "فيتور" في إسبانيا، ومعرض سوق السفر الهندي "ساتا" خلال شهر يناير المقبل، ومعرض وكلاء السفر والسياحة "ماتا" في ماليزيا خلال شهر مارس. وفي سياق الهدف الترويجي أيضاً عينت الهيئة مؤخراً وكالة علاقات عامة دولية لقيادة حملاتها في المملكة المتحدة وأيرلندا والدول الإسكندنافية، وذلك ضمن استراتيجية علاقات عامة دولية لضمان توصيل الرسالة الإعلامية لأبوظبي إلى الأسواق المستهدفة في مناطق جغرافية محددة. ولا شك في أن الترويج الخارجي لمقومات السياحة في أبوظبي يمثل عنصراً مهماً في نجاح جهود الارتقاء وتطوير السياحة في الإمارة، لأنها تعطي الشركات والمؤسسات السياحية العالمية صورة أوضح عن الإمارة ومقوماتها السياحية، خاصة بالنظر إلى غياب الدعاية والمعلومات الكافية عن كثير من المشروعات السياحية العملاقة الجديدة، كـ"جزيرة ياس"، التي تعدّ مشروعاً سياحياً ترفيهياً، و"جزيرة السعديات" التي تعتبر مشروعاً يركز على الجانب الثقافي، بالإضافة إلى مشروع "جزر الصحراء" الذي ينفذ على 8 جزر، ويتسم بالطابعين البيئي والطبيعي، بالإضافة إلى مشروعات أخرى يتم تنفيذها حالياً. إن الترويج لهذه المشروعات العملاقة سيسهم بلا شك في جذب السياح من مختلف دول العالم إلى أبوظبي، لأنه من المتعارف عليه أن السياحة العالمية تهتم دائماً بالمعالم السياحية الجديدة التي لم تكتشف بعد، وبعض معالم أبوظبي تعتبر غير مكتشفة حتى الآن بالنسبة إلى العالم، ولعل هذا ما يفسر الاهتمام المتزايد الذي تحظى به الإمارة من القطاع السياحي العالمي. ما يبعث على التفاؤل أن القطاع السياحي في أبوظبي يمتلك خصائص وقدرات تنافسية عالية المستوى والجودة، تتيح له الظهور بقوة على خريطة السياحة العالمية، ومن المؤشرات المهمّة الدالة على ذلك أنه لم يتأثر بتداعيات "الأزمة المالية العالمية"، كغيره من دول العالم، فحسب نتائج استطلاع الرأي التي كشف عنها "المنتدى السياحي السنوي الأول" لـ"هيئة أبوظبي للسياحة"، مؤخراً، فإن قطاع السياحة في أبوظبي سجل أداءً جيداً العام الماضي مستقطباً ما يقارب 1.5 مليون نزيل فندقي، وهو ما يشكّل زيادة بنسبة 4 في المئة مقارنةً مع عام 2007، كما سجل أيضاً مستوى بلغ 96 نقطة بزيادة قدرها 39 نقطة على مؤشر "منظمة السياحة العالمية" للقطاع السياحي في العالم خلال شهري يناير وأبريل من العام الحالي 2009. عن نشرة "أخبار الساعة" الصادرة عن مركز الإمارات للدراسات والبحوث الاستراتيجية