لقاح الإنفلونزا "آمن"... والصين ربحت جولة كوبنهاجن! إحياء أعياد الميلاد في إندونيسيا، ومخطط أوباما للرعاية الصحية، وتأكيدات على سلامة لقاح "إتش 1 إن 1"، ومسؤولية الصين في فشل قمة كوبنهاجن للمناخ... موضوعات أربعة نستعرضها بإيجاز ضمن قراءة سريعة في الصحافة الدولية. أعياد الميلاد مناسبة للسلام: في افتتاحية عددها لأمس الخميس، هنأت صحيفة "جاكرتا بوست" الإندونيسية مسيحيي البلاد بمناسبة أعياد الميلاد ودعتهم إلى عدم الخوف في وقت يقال فيه إن العديدين منهم يشعرون بالخوف على سلامتهم أثناء حضورهم الطقوس الدينية التي تنظم بهذه المناسبة. وللحقيقة، تقول الصحيفة، فإن قلق المسيحيين في إندونيسيا له ما يبرره، على اعتبار أن عدداً من الكنائس في البلاد تلقت تحذيرات من تنظيم قداسات بهذه المناسبة. ويوم الخميس، أقدمت مجموعة من الغوغاء على تخريب كنيسة كاثوليكية في بيكاسي على رغم أنها تستوفي جميع الشروط الرسمية. كما ذكّرت الصحيفة بأن إرهابيين قاموا قبل تسع سنوات في ليلة أعياد الميلاد بتفجير عدد من الكنائس، فقتلوا وجرحوا عدداً من مرتاديها، لتذهب إلى أن ثمة شعوراً متنامياً لدى الأقلية الدينية بأنه بات من الصعب عليها ممارسة حقها الدستوري في حرية التدين إلى درجة أن أفرادها باتوا يشعرون في كثير من الأحيان بأنهم مواطنون من الدرجة الثانية في بلدهم. وبالمقابل، أشارت الصحيفة أيضاً إلى أن ثمة شكاوى من سلوك بعض المسيحيين الذين لا يجدون حرجاً في استعراض مظاهر الرفاهية والغنى بين الفقراء، ومعظمهم من الأغلبية المسلمة، قائلة إنه إذا كان العديد من المسيحيين يقولون إنهم يتعرضون للتمييز بسبب ديانتهم، فإن بعضهم في كثير من الأحيان يميزون أيضاً ضد الآخرين بسبب دينهم. كما أن العديد من المسلمين ما زالوا يشعرون بتهديد "التنصير"، وهو شعور له ما يبرره في الواقع، كما تقول. وفي ختام افتتاحيتها، قالت الصحيفة إن أعمال العنف التي استهدفت أقليات إنما ارتُكبت من قبل مجموعة صغيرة من الأغلبية المسلمة في إندونيسيا، مشددة على أن معظم المسلمين في البلاد متسامحون ومسالمون مثلما تعكس ذلك نتائج الانتخابات العامة في البلاد، على المستويين المحلي والوطني. أوباما وإصلاح الرعاية الصحية: صحيفة "تورونتو ستار" الكندية علقت ضمن افتتاحية عددها ليوم الأربعاء الماضي على مشروع إصلاح نظام الرعاية الصحية في الولايات المتحدة الذي عرض أمس على التصويت في الكونجرس. وفي هذا السياق، قالت إن الأميركيين كانوا يمنون النفس بإصلاح لنظام الرعاية الصحية أكبر من ذلك الذي استطاع أوباما الإتيان به. ولهذا، فإن العديدين منهم غير راضين عن التشريع الذي توصل إليه "الديمقراطيون" في مجلس الشيوخ هذا الأسبوع، والذي يعد حلا توفيقياً، وذلك بعد أن تم إضعاف كثير من مقتضياته جراء أساليب العرقلة التي اتبعها "الجمهوريون" وبفعل تحرك الجماعات الضاغطة باسم الأطباء وقطاعي التأمين والأدوية وآخرين ممن يستفيدون من الوضع القائم. وخلصت الصحيفة إلى أن ثمة حدوداً حتى بالنسبة لما يستطيع رئيس البلاد القيام به. ومع ذلك ترى أن أوباما يستحق الإشادة لأنه ذهب أبعد من بيل كلينتون أو أي رئيس آخر نحو جعل الرعاية الصحية حقاً للأميركيين. فوفق تعديلات مجلس الشيوخ، فإنه من المتوقع أن يغطي نظام الرعاية الصحية، بحلول 2019 ما نسبته 94 في المئة من الأميركيين دون سن 65، مقارنة مع 83 في المئة اليوم، وهو ما يعني تأمين 30 مليون شخص إضافي. واختتمت الصحيفة افتتاحيتها بالقول إن ديمقراطيي أوباما أعدوا لأميركا صفقة أفضل إن لم تكن مثالية. لقاح الإنفلونزا "آمن": صحيفة "ذا هيندو" الهندية علقت ضمن افتتاحية لها على إعلان منظمة الصحة العالمية مؤخراً عن عدم تسجيل أية تأثيرات ضارة غير متوقعة أو خطيرة لدى الـ65 مليون شخص الذين تلقوا التلقيح في 2009 ضد إنفلونزا "إتش 1 إن 1" في 16 بلداً، واعتبرته "مشجعاً". ومعلوم أن أطباء في بعض الدول وبعض الآباء رفضوا السماح بتلقيح أبنائهم كانوا قد أثاروا التخوفات بشأن سلامة اللقاح المضاد للإنفلونزا، وذلك على اعتبار أنه دواء "جديد وتجريبي" أُعد على عجل وجُرب على عدد صغير من المتطوعين. ومما زاد من هذه المخاوف ما قالته دورية "نيو إنجلند جورنال أوف ميديسن" المتخصصة في افتتاحية لها جاء فيها أن "أي ربط لأحداث ضارة غير مألوفة بهذا الدواء لا يمكن التحقق منه في دراسات من هذا الحجم". واليوم، تقول الصحيفة، فإن التقارير بشأن حالات ملايين الأشخاص الذين تلقوا التطعيم تبدد المخاوف بخصوص سلامته. أما التأثيرات الجانبية -مثل الانتفاخ والاحمرار والألم في مكان تلقي الحقنة وارتفاع الحرارة وآلام الرأس- فقد كانت متوقعة ومألوفة، ولكنها سرعان ما تزول بعد فترة قصيرة بعد عملية التطعيم. وعلى رغم تسجيل عدد صغير من حالات الوفاة، تقول الصحيفة، إلا أن التحقيقات أظهرت عدم وجود أي رابط مباشر بين التلقيح وهذه الحالات، التي تعزى إلى مشاكل صحية لدى أصحابها. الصين وتغير المناخ العالمي: "الصين فازت، والعالم خسر". بهذا استهلت صحيفة "سيدني مورنينج هيرالد" الأسترالية افتتاحية خصصتها للتعليق على فشل بلدان العالم في التوصل إلى اتفاق ملزم للحد من انبعاثات غازات الدفيئة في قمة المناخ في كوبنهاجن الأسبوع الماضي، وحمّلت مسؤولية فشلها ضمنياً للصين. الصحيفة قالت إن الصين، باعتبارها أسرع اقتصاد نمواً في العالم وأسرع ملوث عالمي، كان لديها الكثير لتخسره لو أن الغرب نجح في إقناع بقية العالم بدعم اتفاق ملزم، وذلك لأنها كانت ستتقيد بأهداف ملزِمة قانونياً يمكن التحقق منها بخصوص انبعاثات الغازات. ولكن بكين لم تكن مهتمة فقد كانت ترغب في الحد من انبعاثات الكربون، ولكنها لم تكن تريد القيام بذلك إذا كانت التكلفة الاقتصادية والسياسية مرتفعة، وهو ما يفسر تشديد المسؤولين الصينيين طيلة المؤتمر على مسألة "السيادة" والحاجة إلى "إجماع". والمحصلة، حسب الصحيفة، هي أن كل ما حصل عليه الأميركيون من وراء تحركاتهم النشطة في كواليس المؤتمر هو اتفاق منح الصين كل ما تريد: فلا هدف عالمياً محدداً بخصوص خفض انبعاثات الكربون، ولا أهداف محددة وملزِمة، ولا عملية تحقق مستقلة، ولا عقوبات، ولا واجبات، ولا محفزات. وذهبت الصحيفة إلى أن قمة كوبنهاجن شكلت اختباراً للفكرة المتمثلة في أن دول العالم، الغنية والفقيرة، يمكن أن تجلس إلى طاولة المفاوضات وتتوصل إلى إجماع حول المسائل المهمة التي تتطلب تدابير صارمة، ولكن الذي حدث هو أن القمة تحولت إلى مهزلة يغلب عليها الخطاب المناوئ للغرب والرأسمالية، في وقت تبين فيه أن مجموعة الدول النامية السبع والسبعين، التي وجهتها الصين وحرّكتها، من البداية حتى النهاية، ليست سوى جوقة لا قضية لديها. إعداد: محمد وقيف