تشاؤم في قمة كوبنهاجن...و"صفعة" خارجية لسياسة أوباما موقف الإدارة الأميركية من التطورات الإيرانية الأخيرة، وفرصة النجاح الضئيلة في قمة كوبنهاجن المناخية، والأحادية لن تجدي في مواجهة الاحتباس الحراري، ولقاحات إنفلونزا الخنازير متوفرة في الولايات المتحدة...موضوعات نسلط عليها الضوء ضمن إطلالة سريعة على الصحافة الأميركية. أوباما وإيران: في افتتاحيتها ليوم الأربعاء الماضي، وتحت عنوان "كيف يربح أوباما حق فرض عقوبات على إيران"، استنتجت "كريستيان ساينس مونيتور" أن صد إيران للمبادرات الأميركية الرامية للحوار، وهو ما يظهر من تجريب طهران لصاروخ سجيل-2، سيعزز موقف أوباما ويجعله يتحرك انطلاقاً من أرضية أخلاقية صلبة لفرض عقوبات اقتصادية أشد على إيران. الصحيفة ترى أن استراتيجية أوباما القائمة على منطق مد اليد لإيران قد فشلت، ومحاولاته للحوار مع إيران قد تم رفضها من قبل طهران. وإجراء إيران تجربة على صاروخ طويل المدى من طراز سجيل- 2، يشكل صفعة لسياسة أوباما المتمثلة في الحوار الدبلوماسي مع الأعداء. لكن صبر أوباما لم ينفد بعد، فقد وضع نهاية العام الجاري كموعد نهائي تلتزم فيه طهران، بمبادارت أوباما التي أطلقها فور وصوله إلى البيت الأبيض. الآن وبعد أن استخفت طهران بأوباما يبدو الأخير في موقف أقوى من ذي قبل، يستطيع من خلاله حشد دول العالم معه وراء عقوبات دولية أشد على النظام الإيراني الرافض لكبح برنامجه النووي. وحسب الصحيفة، لا تزال الصين وروسيا مصرتين على مزيد من الصبر قبل السماح لمجلس الأمن الدولي بفرض مزيد من العزلة الاقتصادية على طهران. لكن حجج موسكو وبكين تبدو الآن أكثر وهناً. صبر أوباما وانفتاحه على المحادثات جعلاه يحظى بدعم أكبر لفرض عقوبات أشد، تطال الحياة اليومية للإيرانيين، خاصة إذا تم حظر بيع الجازولين إلى إيران. المطلوب، حسب الصحيفة، عقوبات أشد تطال التنظيمات العسكرية التي تتمتع بسلطات غير عادية، فالحرس الثوري، بات أكثر انكشافاً لأن كثيراً من قياداته منخرطة في التجارة والبنوك والنقل البحري... وإذا كان أوباما قد جرب جزرة التعاون مع إيران، فإنه الآن لديه الحق في تجريب عِصي قليلة. التشاؤم في كوبنهاجن: تحت عنوان "قادة العالم لا يزالون بعيدين عن الاتفاق في كوبنهاجن"، نشرت "واشنطن بوست" أول من أمس الخميس، افتتاحية رأت خلالها أنه يفترض أن تتوصل قمة العالم للمناخ إلى اتفاق حول التغير المناخي، لكن يبدو أن ذلك لن يحدث. الآمال المعلقة على صياغة معاهدة جديدة ماتت قبل أسابيع من بداية القمة... وبات من السهل التساؤل عما إذا كانت القمة قادرة على إبرام معاهدة جديدة أقل طموحاً من الناحية السياسية، المفاوضون دخلوا طوال أسبوعين في دوامة إجرائية، وفي بعض المسائل بات الاتفاق أكثر بعداً من ذي قبل. المشكلة الكبرى تكمن بين الأغنياء والفقراء، والدول النامية تريد من البلدان الغنية الحد من الانبعاثات، بتخفيض ما بين 25 إلى 40 في المئة من الانبعاثات الغازية، بحلول عام 2020 مقارنة بما كانت عليه في التسعينيات. وتقديم 100 مليار دولار سنويا للبلدان الفقيرة، من أجل الحد من تآكل مساحة الغابات، وتخفيض نسبة إنتاج الكربون في مشروعاتها التنموية، والحفاظ على بروتوكول كيوتو كونه الاتفاقية الدولية الوحيدة المعنية بالتغير المناخي، بالرغم من أنه لا يلزم الولايات المتحدة والصين، ولا أية دولة نامية بالحد من انبعاث الغازات المسببة للاحتباس الحراري... وحسب الصحيفة، تبدي الدول المتقدمة، استعدادها لتقديم 10 مليارات من الدولارات سنوياً فقط، خلال السنوات القليلة المقبلة، لمساعدة البلدان الفقيرة، على مواجهة التغير المناخي، لكن هذه الدول لن تلتزم بتقديم المبلغ الذكور، ما لم تحصل على تنازلات خاصة من كبار الملوثين كالصين.كما أن الدول النامية والمتقدمة أيضاً يجب أن تخضع لآليات رقابة وتحقق في مسألة الحد من الانبعاثات. هذه التنازلات ضرورية، كونها ستشجع الولايات المتحدة على الاقتراب من المطالب الأساسية للدول النامية: الحد من الانبعاثات بشكل واضح بحلول عام 2020.، وضمن هذا الإطار، لن تكون ثمة فرصة لإصدار تشريع من مجلس الشيوخ بخصوص الاحتباس الحراري، إذا لم يعد أوباما من كوبنهاجن بالتزامات بيئية من الهند والصين وغيرهما يمكن تصديقها. وفي الموضوع نفسه، لفتت "نيويورك تايمز" في افتتاحيتها ليوم الخميس الماضي، الانتباه إلى أن العالم يفقد كل عام 30 مليون فدان من الغابات، ما يؤدي إلى إطلاق كميات ضخمة من ثاني أكسيد الكربون المختزن في الأشجار، مما يؤدي إلى خسائر جسيمة تطال التنوع الحيوي. اتفاقية الغابات في كوبنهاجن تنسجم مع تشريع مرره مجلس النواب الأميركي ولجنة البيئة بمجلس الشيوخ. وحسب الاتفاقية والقانون، فإن الشركات التي لا تستطيع الالتزام بحدود التلوث المسموح بها، تستطيع الاستثمار في برامج الحد من إنتاج الكربون، في الخارج، بما فيها البرامج الخاصة بوقف تآكل الغابات. الأحادية لا ُتجدي: وتحت عنوان "الطريقة الخطأ للحد من الانبعاثات الغازية"، نشرت "لوس أنجلوس تايمز، يوم الخميس الماضي، مقالاً لـ"ديفيد ريفكن" و"لي كاسي"، وهما مستشاران قانونيان عملا مع إدارة بوش، استنتجا خلاله أن الوعود الأميركية الأحادية للحد من إنتاج ثاني أكسيد الكربون، لن تحرز أي تقدم في تشجيع اقتصاديات الدول النامية على إجراء خطوة مماثلة للخطوة الأميركية، لذا من المهم – إذا كنا بصدد تشجيع الدول النامية على إحراز تقدم حقيقي- التأكد من حصول تطمينات وتعهدات من الدول الغربية التي لا تساهم في تلويث البيئة بالانبعاثات الكربونية. المقال لفت الانتباه إلى أن الصين والبرازيل والهند وروسيا من أكبر الملوثين في العالم النامي، وهذه الدول مستعدة لتحسين كفاءتها في استهلاك الطاقة، وتخفيض نسبة الكربون في ناتجها الإجمالي، لكن ليس لهذه الدول مصلحة في الحد من انبعاثات الكربون، فربما تتعرض لصعوبات اقتصادية واضحة إذا تخلت عن النمط الاقتصادي القائم على استهلاك الكربون. وإذا كان أوباما ينوي الإعلان عن هدف مفاده تخفيض الانبعاثات الغازية بنسبة 83 في المئة بحلول عام 2050، مقارنة بما كانت عليه عام 2005، فمن الصعب أن يلحق به حلفاؤه الأوروبيون، فكثير منهم فشل في الالتزام بعمليات خفض سابقة لانبعاثات الكربون. الخطوات الأحادية قد تصبح خياراً جيداً إذا كانت لدى واشنطن الإرادة الكافية، لتحقيق هدف معين، لكن في مسألة التغير المناخي، لن يكون بمقدور الولايات المتحدة مشاركة الاقتصاديات الكبرى المسؤولة عن تلويث البيئة بما فيها أوروبا والهند والصين، وإذا الأمر لا يزال خارج الولايات المتحدة، فإن التقليص الأحادي للكربون، سيسفر فقط عن إفقار الأميركيين، وإفادة المنافسين الأجانب. الطعومات متوفرة: خصص "توماس مايت" تقريره المنشور أمس في "لوس أنجلوس تايمز" ليرصد استعدادات الولايات المتحدة لمواجهة الإصابة بفيروس H1N1، مشيراً إلى أن أكثر من 100 مليون جرعة لقاح موجودة الآن، وفي الوقت ذاته رفعت 24 ولاية ما فرضته سابقاً من قيود على توزيع المصل. وجدر الإشارة إلى أن لدى منظمة الصحة العالمية، هدفاً مفاده شحن 200 مليون جرعة من اللقاح لـ 95 دولة ليس أمامها فرصة للحصول على اللقاح، لكن جرعات أكثر قد تكون مطلوبة، خاصة أن كثيراً من الدول حددت مطالبها من كمية اللقاح على ضوء أن معظم الناس يحتاجون جرعتين من المصل وليست واحدة، لكن ثبت أن جرعة واحدة تكفي الفرد، لكن الأطفال دون العاشرة يحتاجون أكثر من جرعة...ما يعني احتمال وجود فائض في الجرعات المطلوبة. إعداد: طه حسيب