قرأت باهتمام شديد مقال: "سويسرا والانقلاب على الديمقراطية" الذي كتبه هنا د. محمد عابد الجابري، وزيادة على ما جاء فيه من تحليل عميق، أود لفت الانتباه إلى حقيقة سياسية، أرى أن لها صلة بموضوع حظر المآذن، ألا وهي مخاطر الصعود المتنامي لليمين الفاشي المتطرف في القارة الأوروبية. فقد سمحت الإسلاموفوبيا المتفشية الآن في أوروبا بانفلات اليمين الفاشي من عقاله الذي وضع فيه منذ هزيمته التاريخية في الحرب العالمية الثانية. ولأن المستهدف هذه المرة هو الآخر المسلم، فقد تسامحت النظم الأوروبية مع هذا اليمين، متجاهلة كونه يشكل خطراً على أوروبا نفسها، ويهدد قيمها وديمقراطيتها واستقرارها. وليس تحريف قضية المآذن عن موضوعها وسياقها إلا خطوة سيتبعها اليمين الأوروبي بخطوات، حتى يعيد القارة الأوروبية إلى أجواء ما بين الحربين العالميتين. هذا طبعاً إن لم يتدارك عقلاء القارة وحكماؤها الأمر. خالد عبدالله – عمان