رغم الوعي بالفارق بين أفغانستان والعراق، فإني أعتقد أن الزيادة الأخيرة التي قررها أوباما في عديد القوات الأميركية بأفغانستان، وستليها زيادة أخرى في قوات دول "الناتو" الأخرى المشاركة في المجهود الحربي هناك... ستكون ذات أثر كبير ومباشر وقريب على سير العمليات القتالية واتجاهها ونوعيتها في أفغانستان. أقول ذلك وفي ذهني اعتباران رئيسيان: أولهما أن القوات الأميركية بدأت منذ مدة تغيير أساليبها لإدارة المعركة، لصالح التركيز على العلاقات الإنسانية مع الأهالي، وهذا تماماً ما فعله الجنرال بتراويس في العراق، وكانت له نتائجه المباشرة. أما الاعتبار الثاني فهو أن كثيراً من الرافضين في أفغانستان، مواطنون عاديون ومقاتلون من "طالبان"، ربما وصلوا إلى مرحلة من الإعياء واليأس لن تسمح لهم بالاستمرار على المواقف السابقة نفسها، والتي دفعوا ثمنها غالياً، من أمنهم وحياتهم الشخصية والاجتماعية والاقتصادية، وبالتالي فهم الآن في وضع يشجع على قبول العروض التي تتقدم بها القوات الأميركية لإعادة دمجهم في الحياة الأفغانية العادية. جواد علي -دبي