مع تقديري لأهمية ما ذكره مقال: "استهداف الصحافة... وحجز الحرية" للدكتور أحمد عبدالملك، إلا أنني أعتقد أن على الصحافة أيضاً أن تتحلى بقدر كبير من المسؤولية، وأن تمارس على نفسها رقابة ذاتية، تضمن ألا تتجاوز الخطوط الحمراء بما يسيء للآخرين، أو يلحق ضرراً بالمصلحة العامة، لأنها لو فعلت ذلك فستكون للقانون الكلمة الفصل في مواجهتها. ثم إن هذه المرونة المطلوبة لا ينبغي أن تفهم على أنها تكميم للصحافة، أو دعوة لها لأن تخفض من سقوف حريتها، بل على العكس، تعني أن يمارس الصحفي عمله بمسؤولية، وفي حدود وخطوط تقاليد الشرف المهني، التي تنص أولا وأخيراً على الابتعاد عن الشخصنة، أو استهداف الأشخاص، والفئات الاجتماعية، أو تسييس العمل الصحفي من أجل تطويعه لأجندات أو حتى لتصفية حسابات شخصية. وإذا فعلت الصحافة ذلك، فقد اشتطت عن مهمتها، ويحق للمجتمع وقفها عند حدها بموجب ما تنص عليه التشريعات والقوانين، دون أن يعني ذلك بالضرورة تنكراً لحرية التعبير، أو حجزاً على الحرية. خالد سمير - لندن