أرى أن الكاتب مارتن أنديك قد مارس خلطاً مكشوفاً للأوراق في مقالته: "العنصر المفقود في عملية السلام"، وذلك بمحاولته الإيهام بأن قوى الشرق الأوسط لا ترغب في حل الصراع، وتريد إلقاء عبئه على الرئيس الأميركي، وكأن هذه القوى تتبنى المواقف نفسها والسياسات ذاتها. وعلى رغم ذلك فإن ما يتهرب الكاتب من الاعتراف به بات الجميع يعرفونه، وهو أن اليمين الصهيوني المتطرف الحاكم في تل أبيب يرفض حل الصراع، وهو من يضع المطبات أمام قطار التسوية. ولأن الكاتب لا يستطيع قول ذلك صراحة، آثر تعويم المسألة في غمامة هلامية من المماحكة ساوى فيها بين المحتل والضحية. إيهاب عبدالحميد - القاهرة