لمس إيلين بروشر عصب الحقيقة الحساس، وهو يحلل خلفيات ودوافع "مشروع قرار الاتحاد الأوروبي حول القدس"، والذي يعترف بالقدس الشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية المستقلة. فمشروع القرار في حقيقته لا يضيف شيئاً جديداً ولا يمنح الفلسطينيين حقهم الثابت. فقرارات الأمم المتحدة أقوى قانونياً وأكثر إلزامية من قرارات الاتحاد الأوروبي، وتلك القرارات الأممية، وأولها قرار التقسيم الذي قامت بموجبه إسرائيل ذاتها، تعتبر أن القدس الشرقية مدينة فلسطينية، كما تعتبرها القرارات اللاحقة مدينة محتلة. من هذا المنطلق فأنا أتفق مع الكاتب حين يشير إلى أن هدف القرار ومغزاه الحقيقي هو إشعار الفلسطينيين بأن المجتمع الدولي لم يتخل عنهم، وبأن ما يبدو على أنه توافق غربي إسرائيلي كامل على سلبهم أرضهم هو مجرد وهم من أوهام نظرية المؤامرة الأثيرة لدى العرب... ومن ثم فقد أراد الأوروبيون إعطاء هذا الانطباع لدفع الفلسطينيين إلى طاولة المفاوضات مجدداً، الطاولة التي يراد لها أن تتحرك بينما يتواصل الاستيطان والحصار والإغلاق وبناء الجدران وحملات القتل والاعتقال... دون توقف! محمد إبراهيم -مصر