بيّن الدكتور ذكر الرحمن في مقاله "استراتيجية لضرب التقارب الهندي -العربي"، نموذجاً لما تقوم به بعض القوى الهندوسية المتطرفة ضد ذلك التقارب وبهدف وأده. والحقيقة أن علاقات الشراكة بين الهند والعالم العربي، هي علاقات مهمة للجانبين معاً؛ فالهند أكبر ديمقراطية في العالم، وهي دولة صناعية ناهضة، وقوة إقليمية عظمى مرشحة للعب أدوار كبيرة على الساحة العالمية خلال السنوات القليلة القادمة. وتربط الهند بعلاقات متشابكة مع العالم العربي، سواء بحكم التبادلات التجارية، أو بحكم وجود جالية هندية كبيرة في دول الخليج العربية، أو لاعتبارات تاريخية يلخصها اليوم وجود أكثر من 200 مليون هندي مسلم. وإلى ذلك فقد ظلت الهند، وعلى مدى سنوات طويلة، نصيراً قوياً للعرب وللشعب الفلسطيني في المحافل الدولية. لكل تلك الاعتبارات، أرى ضرورة حرص الهنود والعرب معاً على الوصول بعلاقاتهما إلى أعلى مستوى، لاسيما أن صعود الهند الاقتصادي مرهون بحاجتها المتزايدة للنفط الذي لن تجد من يزودها به أفضل من منتجيه العرب. ماهر عوض -أبوظبي