مع تقديري لأهمية بعض ما ورد في مقال الكاتب السيد يسين: "المجتمع العربي في مواجهة الحداثة" إلا أنني أعتقد أن كلمة "حداثة" تحمل شحنة دلالية قيمية، تنتمي إلى لغة الكيف، ولا تتناسب مع لغة الكم. وهذه اللغة الأخيرة هي العملة الوحيدة القابلة للصرف، والمقاربة بصفة علمية. والشاهد أنه بدلاً من الكلام عن تحديات "الحداثة" ينبغي الكلام عن تحديات "التنمية"، وذلك لأن مشكلة العرب اليوم تتعلق أساساً بإخفاقات ذات صلة بتعثر التجارب التنموية في العديد من البلاد العربية. وعندما نتحدث عن التنمية كمطلب عربي فإننا نكون قد أخذنا مسافة أمان مناسبة من لغة الأيديولوجيا. وهذا ما يتعين مراعاته عند الحديث عن المأزق العربي الراهن. عزيز خميّس - تونس